الأربعاء، 6 أغسطس 2008

نـوسـتـالجيـــــــــــا




لطالما أحببت تواجدي هناك .. عند شروق الشمس .. أذهب لأهمس للبحر في أذنيه .. مرة أقول كلاماً غريباً .. و مرة آخرى أهذي بهذيان أغرب و أغرب .. تارة أضحك و أصدر ضجيجاً .. و تارة أصمت و أبعث فحوى السكوت حولي .. فكما كنت أصرح للبحر دائماً بمدى روعته و جماله في تلك اللحظات التي تمتزج فيها أمواجه العالية بسحب السماء على مدى البصر البعيد .., و تأتي أشعة الشمس - كالعزول - تفرق بين الحبيبين غير مباليه .. كان هو أيضاً يُصرح لي بجنوني و تمردي الذان طغى نهرهما و أغرق كل شيء على ضفتيه و أيضاً كان غير مبالي هو الآخر ..


و لكن اليوم .. أحس بحري بما تحمله نفسي قبل تفوهي بأي كلمه .. شعر بسكون ملأني و ضعف ترك المجال لأي صوت خارجي بأن يدخل إلى رأسي .. علّه يعيد الحياة لتلك القلعة المهجورة .. حتى وقع أقدامي على الرمال لم يترك أي آثار خلفي و كأنني طيف لا هوية له ..


لم أكن أدرك يوماً أنك كنت مهماً لهذة الدرجة بالنسبة لي ..أفانا لم أعط لنفسي المجال كي أفكر .. بل إنني تصرفت بكل عفوية و تلقائية معك حتى صرت أنعت نفسي بالمتمردة التي طغت .. كنت أتجاهل داخلى كل شعور بالذنب و بالتأنيب كل إشارة حمراء قد أطلقها ضميري ليحذرني من عواقب أفعالي المحتمل حدوثها عاجلاً أم آجلاً ..

حتى صرخت .. و قلت >> ما الشيء الجديد الذي تغير فيّ .. لم الحيرة .. لم العذاب .. لم .. سأعود كما كنت .. تلك المجنونة التي عرفها البحر منذ
الصغر .. فأنا بسببك اليوم .. فقدت ما كان بحري يتعرّف عليّ به .. فقدت نفسي التى تعج بالضوضاء ..


سوف أبعد .. فالبعد هو الحل الوحيد .. و لن أعود إلا بعدما أجد ما قد سقط مني في الطريق و عندما أجده .. ربما أعود .. فلا تنتظرني .. فقد لا تعرفني بعد اليوم ..



V

V

V


تلك الكلمات >> لم أكن أنوي نشرها ..

لكن " صديقة " لي شجعتني كثيراً ..,

و العنوان >> أهدتني إياه ..



فشكراً جزيلاً لها : )

الاثنين، 4 أغسطس 2008

" غــــــــــــن ِ لي .. "



قابلته في نفس المكان المعهود .. ذو الملامح البسيطة الهادئة .., و التي طالما إرتحت و إرتاحت إليها أعيني .. فأبداً ما سقط شعاع ضوء واحد على شيء هناك و إنعكس فدخل إلى حدقتي و آذاني أو جعلني أغلق أجفاني متألمة أو ربما مستنفرة .. فلا يخلو ذلك المكان من اللون الأخضر للزروع و لا من الأزرق للسماء ولا من الوردي للسعادة التي تغمر زائريه .. إنه فردوس الحب .. كان لي فردوساً و جنة لما ذكرته سلفاً و خصصته أو خصص هو نفسه ليكون فردوساً للحب ليستقبل في الليل و النهار عشاقاً و مغرمين .. و أنا واحدة منهم .. ذهبت لأسمع من شريكي في الحب بعض الكلمات .. و في ذهابي استبدلت الخطوات بالقفزات .. فكنت أقفز و في كل قفزة أقول لصورته في خيالي ؛ كم أنني أحبه و كم أنا مشتاقه إليه .. و إلى الحديث معه .. أردت ان أقول : " أحبك .., و أريدك لي قوّاماً يحملني .., و بحراً يغرقني فيه لأسقط و أنا أظن أن أنفاسي قد قطعت فأموت .. لأجد أن بقاع بحرك من العبير ما يمكنني من التنفس و العيش على قيد الحب .. فأحيا بك .., بدلاً من أن أموت بحبك .. " .. و أصرخ : " أنت وحدك حبيبي .. و حبيبي و حدك .." و على لحن هذا الوتر رتبت خطواتي القافزة و مشاعري النشطة و أشواقي الملهوفة .. حتى نلت الوصول .., و إذا بي أجده في إنتظاري و حل به نفس ما حل بي .. إستقبلتني نظراته المرحبة .., و كلماته التي تتراقص فور خروجها من فمه .., و معها تتراقص غيرتي عليه .. جلست إلى جواره و أطلقت سراح نظراتي .., فوقعت إحداها على يديه الدافئتين .. كانتا تحملان من آثار العمل الدءوب .. ما لا تحمله أي أيدي آخرى .., و على الرغم من ذلك فقد أحببتهما كل الحب .. فعلّ نعومة الحب تنتصر على خشونتهما يوماً ما .., و سقطت نظرة آخرى شقيقة لتلك السابقة على ملامح وجهه البشوش .., وجدتها ملامح هادئة لدرجة البراءة و بها من الوضوح و الصفاء ما يكفي للحكم على حبيبي من اول نظرة بأنه يمتلك قلباً طيباً يُظهر مع كل دقه مدى نقاءة المتناهي .. قلت له في إندفاع مقاطعة لحظاتنا الأولى التي سيطر الصمت عليها : " لقد رأيتك البارحة في منامي " .. فأبدى لي إماءة راضية أمرتني بأن أسرد ما رأيت في منامي ذاك .. قلت : " كنت أسير وحدي في طريق غطته ستائر الليل السوداء و كان قد أصابني ضلال الطريق و رجفة الوحدة في ضياع .. فشرعت أسير في هدوء محاولة ان أكون غير مزعجة في ذلك المكان الغريب حتى إحترست من أن أبعثر ذرات الهواء من حولي فأكون قد تركت ذكري سيئة خلفي .. و فجأة .. ظهر على مرمى البصر سياج من نور يحيط ببستان جذاب المنظر .. حينها لم أستطع أن ألجم جموح فضولي و رغبتي اللحوحة تجاه إكتشاف عالم ذلك البستان المجهول الغامض .. فأخذتني قدماي إليه .. وإذا بأبوابه التي تشبه أبواب القصور تستقبلني مفتوحه على مصرعيها .. فإزددت شوقاً و إرتياحاً لذلك المكان و اعترفت بأنني قد و قعت في حبه من اول نظرة .. دخلت .. و فور دخولي أحسست بإستكانه بلسميّة ناتجة عن تخلصى من وحش الضياع و الوحدة معاً .. و لا اعرف لماذا شعرت حينها بأنني في مكان مألوف جداً بالنسبة لي و كأنه بيتي .. و إذا بعلامات إستفهام مختلطة بعلامات تعجب بدأت في الظهور على شاشة عرض عقلي .. حاولت جاهدة أن اتجاهلها كلها .., فما ترجوه من إجابات لست أملك منها شيء .. و بدات أتجول في ليل ذلك البستان الرائع .. كان ليله هاديء و مطمئن .. و نسيم عبيره معطر بمسك يختلج الوجدان .. و وروده و أزهارة و أشجاره و نهره .. فما اجمل نهره الجاري ذاك .. بمياهه التي تذوق حلاوة عذوبتها بمجرد النظر .., و بعدها نظرت إلى السماء .. فوجدتها مملؤة بالنجوم اللامعة و يتوسطها بدراً متألقاً .. تتوه الكلمات أمام حسنه .. جلستُ أتأمل كل هذا الكم من الجمال الطبيعي محاولة أن أجمع كل تلك الصور المذهلة في إطار واحد حتى أستجمع قواي و ألملم شمل حروفي لتشكل كلمات مناسبة أتلفظ بها للتعبير عن إعجابي المتواضع .. و فجأة .. بدأت أفيق من دوامتي مع خاطري .. لأسقط بدوامة شملت كل شيء حولي .., فقد بدأت السماء تتحول لتشكل ملامح وجهاً و القمر صار قلباً و الليل صار جسداً و النهر صار روحاً .. و أنا .. صرت تبسماً على وجهك أو أنني كنت سبباً في تبسمك .. كنت أنت البستان و الليل و القمر و النهر و كل شيء .. و بعدها أخذت بيدي و ربّت على كتفي في حنان ثم بدأنا نسير في خطوات خفيفة .. فآتانا نهاراً شمسه مشرقة و سمائه صافية تغرّد في جوفها البلابل .. مشينا و مشينا .. حتى أحسست بالتعب و الإرهاق يسيطران علىّ .. فجلسنا نستريح متاجورين .. أردت ان امتع نظري بكل شيء حولي و خاصة بك و لكن سلطان النوم أصدر مرسومه علىّ بأنه قد حان وقت النوم .. و بدأت عيناي تنعس .., وجفوني في الإلتقاء معاً مرة آخرى .. حينها أخذتني بين ذراعيك محتضنني في رقة دافئة .." و بعدها إستيقظت من النوم و أدركت ان منامي قد إنتهى عند تلك اللحظة و أردت لو أعرف كم من الوقت بقيتُ مستلقية و نائمة على صدرك .., حتى اظل أحسد نفسي طوال العمر على ما قد حظيت به لتوي .. حينها أمرنى تبسمه المنير بالصمت .. ثم قال هو بدوره : " حبيبتي .. لكِ عندي بضع كلمات .. قد تكون قاسية .. و لكنها من وحي الواقع .. لن أقول لكِ كالمعتاد بأن لا تخشي أي شيء و انا إلى جوارك .. فإن قسوة تلك الكلمات لن يداويها و يهونها عليك سوى ذلك الحب الطاهر الذي بداخلك .. الحب الذي انتزعته من قلبي و اعطيتكِ إياه كي تحافظي عليه خوفاً من ان يتبدل أو يتبدد مع مرور الأيام .. , فحفظته بداخل قلبك .. و صرتي تحملين حبي و حبك معاً .., و صار فؤادكِ ينبض ليحيا الإثنين معاً .. اليوم جئتُ أقول .. أنني .. ذاهب .. نعم ذاهب .. وليس بيدي أي إختيار آخر .. فانتي يا أميرتي يجب أن تتزوجي و تكملي حياتك مع أمير مثلك و له نفس مكانتكِ .. فإما أن أعود أميراً عظمته تتواضع أمام جلالة عظمتك .. أو لا أعود أبدا .., ثم صمت و صمت معه كل شيء فيّ .. بكيت .. فانا لم املك حينها سوى الدموع .. فعاد هو يكمل قائلاً في ضعف : " أتريدين شيئاً مني قبل رحيلي ؟ " .. قلت في عفوية : " أريدك انت .. " .. فرد : " أنسيتي .. أنا ليلك ذو القمر البدري .. فحتماً سأكون بجوارك .. على الأقل سأرسل بسلامي لك مع كل بدر يشرق على شرفة غرفتك ليلاً " .. , و حين ذاك إزداد بكائي اكثر و أكثر .., وعلى غير عادة منه هم بالذهاب تاركني خلفه أنتحر بكاءاً .. فصرخت : " إنتظر .. مازلت أريد شيئاً أخيراً " .. فإلتفت و جلس مستمعاً لطلبي في إهتمام .. فعدّلت من جلستي و مسحت دموعي و قلت : " غـــــــن ِ لي " ..

^

^

^

لم يكن ذلك سوى تقمص >> كالمعتاد ^_^


~ وعود الــــورود ~






ابتسمت لها و أنا أعيش معها أزهى لحظات شبابها
ثم تركت التأمل يزيل تلك الابتسامة من على وجهي
فقد أخذني جمال وجنتيها الحمراوتين و قد غمرتهما
رقة النضارة و نعومتها الساحرة .. و إذا بوجهها البشوش
يشع نوراً ناتج عن تلألأ قطرات الندى المنثورة في غير
ترتيب .. وددت لو أقبلها ثناءً على جمالها الفريد المتألق

يا الله .. ما أروعكِ يا وردة قلبي الهشة ..
إني لأذكر يوم غرست بذرتك و كأنه يوم أمس ..
كنتِ جنيناً صغيراً و كنت أنا الطفلة الأم ..
وضعتك برفق بين طيات طين جنة بستاني
و جعلتُ أرويكِ بدموع أعيني المشتاقة ..
انتظرت و انتظرت .. حتى رأيتكِ يا طفلتي ,,
تكبرين يوم بعد يوم .. تزدادين نضوجاً بازدياد حب
قلبي المكنون لكِ و حدكِ يا شقية روحي ..

و اليوم .. جئت لأهمس بأذنك بعض الكلمات ..
كلماتي هي سؤال .. أتودد به إلى مستقبلٍ مجهول
يقولون أنه مستقبلي أنا .. و أقول ما لي بما يكن لي
صمت الحديث .. اخبريني يا وردتي بل عديني ..
عديني بأن تكوني إلى جواري كل حين ...,
عديني بأن تقوي عزيمتي يا الصديقة ..
عديني بأن تشاركيني بناء الأحلام يا الملهمة ..
بوعودك أكون .. و بها أمهدك لتكوني ..
رونق مجهولي المنتظر ..


تسألين عن قلقي و إرتجافتي ..
أقول لك عن تلك الحالة : ..
هي حزن ممزوج بالخوف ..
الحزن على من ضاعوا
بين ظلال المجهول ,,
و الخوف من أن يكون الضياع
هو قدري المحتم ..

و لآخر مرة أطلب منك أن تعديني ..,
بأن لا تنقدي الوعود ..


^


^


^


تلك >> كانت خاطرة وقتما كُتبت

فأنا الآن أعتبرها هزياناً

و لكن في كل الأحيان

هي كلمات بريئة

كتبها قلم أحب أن يكون له رفيق

>>

و لو على الورق..

الخميس، 31 يوليو 2008

ظلامـ النــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور


كالغضب هو ..

أن تكون ضالاً .. وسط أشعة النور ..

و أي ضال .. فأنت مغضوبٌ عليك ..

الغضب هنا .. تواجد بسبب ضلالك في " كون " نفسك ..,

تائه في دروب هذا الكون ..جاهل بمعالمه و نواحيه ..,

يائس في أن تجد لسفن آمالك بر ..,

و علي رغم ذلك تتجاهل حقائق واقعك ..,

و تحاول النجاح في الواقع العام ..

فكيف لك أن تصيب في خارج عالمك ..,

و أنت مخطأ في داخله ..و فوق هذا ..

تغدو طبيعيا .. تتمني و تحلم ..

أي أماني تتمناها ..و أي أحلام تلك التي يروي عنها خيالك ..

لا أنكر انك إنسان ..,

من حقه أن يتمني و يحلم .. و لكن ..

أفتتمني السعادة و أنت غريق .. فكيف ..

ما تمنيته لم و لن يصيب ..

فلا الوقت ولا المناسبة سوف يسمحان بذلك ..

حقاً .. إنك الضال ..

لأنك كنت .. ضال في نفسك ..

و لم تكلفك هي عناء الحصول علي الهداية فيها ..

و جئت لكون غيرك باحثاً عنها ..

الأكيد في الحالتين هو أنك لن تجدها أبدا ..

أو حتى تلمح أشعتها النورية بأطراف رموش عينك ..

و هذا لأنك لا تستحقها ..

و لكن و مع ذلك مازال .. لك الأمل ..

إذا .. كنت تملك القدرة علي إزالة الغمامة ..

تلك التي جعلتك في عز النور ..,

توهم بأنك في مكان مظلم ..

و من ثم يعود النور لحدقة عينك المتسعة ..

التي ظلت علي حالتها فترة من الدهر ..

باحثه باتساعها عن أي بشير .. لحفنة نور ..

فتضيق هي .. و تدرك أنت .. قدر جهلك ..

و يبدأ الندم في الإنبات .. ثم التفرع داخل نفسك ..

و حينها تكون حقا أهل للأحقية ..

التي سوف تسير على نبراسها ..,

و ستأتي هي لك بالهداية على طبق من ذهب ..

تلك الهداية التي كانت محور حياتك .. أيها الضال ..

كانت كذلك و تكون و سوف تكون ..

فأنت و هي إن كنتما علي خلاف أو اتفاق ..,

فكل منكما لا يحيا و لا يبقي بدون الآخر ..

إذن فالحياة لك .., و البقاء لها ..

و ما يبقي .. هو الفناء ..

و سوف يكون من نصيب .. الغضب ..

الذي تواجد في بداية الأمر ..

كان هذا الغضب صادر عن .. النور ذاته ..

و كان لآثار صدوره هذا ..,

انك أيها الضال قد تعرضت .. لظلامـ النور ..

حقا .. قد آسيت ..

لذلك كن دائما علي حذر من غضب الغاضب ..

و خاصة .. إن كان هذا الغاضب .. هو النـــــور ..



// ~ ~ ~ ~ //



لكل حي .. روح ..

و لكل روح .. نسبة من الغضب ..

تصدر تلك النسبة .. أحياناً ..

فكي لا نكون عرضة ..,

لتلقي أو إصدار نسبة مجهولة من الغضب ..

علينا ان نكون دائما ..

مشعلين لمصابيح الهداية ..

الثلاثاء، 29 يوليو 2008

فــقـــــــــــــــــدتُ إبنتي ..




ذهبت و لم تقل لي وداعاً ..
فكم كانت تكره الوداع ؟؟
كنت أكرهه مثلها ,
و أحثها على استنكاره و تجنب شيطانه ..
و لكنني اليوم أكره كلماتي و نصائحي و أقوالي ..
و كأنني كنت أقول لها حين يأتي موعد رحيلكِ
إذهبي و لا تودعيني .. و لا تحتضنيني ..
و لا تقبليني و لا تهمسي بأذني " سوف أشتاق لك يا أمي "
آه .. كم أنها كلمة رائعة ..
و جعلتها شفتاكِ يا صغيرتي أروع و أروع ..
و كأن معناها كان يخلق على لسانكِ ..
و تتراقص حروفها مع نقاطها على نغم أوتار أحبالكِ الصوتية ..
يا حبيبتي .. إشتقت إليك ..
أذكر جيداً يوم عرفت بوجودكِ داخلى ..
و أنتي تسكنين جسدي ..
تسعة أشهر .. عرفتكِ فيهن و عهدتكِ ,
شقية و مراوغة و تجعلين من يحبونكِ
ينتظرون قدومك على نار من إشتياق ..
و يوم أتيتي .. جعلتني أتألم ..
جعلتني أعرف قدركِ في كل صرخة أطلقتها ..
في كل أنين قد أعلنته أو أسررته ..
حتى مر قطار الدهر بنا ..
فأجبرتني على الركوب ..,
و التفاؤل بما قد يأتي برحلة المستقبل المجهولة ..
فإنحنيت أمام إرادتكِ القوية و أنت بسن العام أو العامين ..
و ركبت قطار الخطر
عربتنا .. كانت لنا وحدنا في القطار ..
وفيتي بوعدكِ و منحتيني أعوام من نقاء الطفولة ,
و عفويتها و نضارة أيامها ..
و لكنكِ عدتي و أخلفتي بذلك الوعد ..
حين توقفتي و قررتي النزول عن ذلك القطار
و أحببتي ما قد كرهتيه سلفاً
تركتني و ذهبتي ..
أنا وحدي يا صغيرتي .. و حدي يا قرة عيني ..
اليوم أرسل برسائلي لمن يدّعون بأنهم عايشوا الأمل ,
و ظعنوا بأنهم ملكوه و لو للحظات ..
أقول لهم " ذهبت من منحت هذا العالم إكسير الأمل " ..
" ذهبت من كانت تضحك .. فتزيل عن العابس عبسه " ..
"من كانت تبكي .. فتجعل المسرور يفر من سروره " ..
" من كانت تقول لي - يا أمي أحبكِ كثيرا -ً " ..
اليوم أقول لكِ .. أنتي من كانت أمي ..
فأنا اليوم يتيمة من دونكِ .. يا أمــــــــي ..
^
^
^

إلى تلك الطفلة التي عرفتها منذ سنين
كبرت يوم بعد يوم
حتى ولدت صبية و توفيتي أنتِ
فإفتقدتكِ
تلك الصبية
و أوصتني أن أبلغك هذة الرسالة
فقد إعتبرتكِ - طفلتها الأم - الفقيدة ,
و إعتبرت نفسها - الأم
الطفلة - اليتيمة ..



~ ~ ~


تنويه : لم يكن ما قد ذُكر سلفاً
تقمص .. بل هو نقل و رصد دقيق
لحالة قد عايشها .. يوماً ما ..
قد يكون أمس و قد يكون اليوم
أو أنه سيكون غداً ..

أصلــ الحكــــاية ــــ>>

كثرت الحكايات ..
وكذلك أحداثها .. ،
ليس المهم في الأمر تلك الحكايات أو أحداثها ،
ولكن المهم هم أبطالها ..
الذين يتلاطمون بين سطورها ..
ومن صفحة إلي صفحة بين أوراقها هم متقلبون ..
تارة تراهم يلامسون زرقة السماء ..
وتارة تراهم ينغمسون في طين الأرض ..
يحزنك حالهم في البداية ..
ولكن إن دققت في نظرتك للأمر ..
سوف تجد انه بإمكان هؤلاء الأبطال ،
تغيير مسارات حروف تلك الحكايات ..
وبدلا من أن يكونوا أبطال لتلك الحكايات ..
سوف يصبحوا بمثابة مؤلفين لها ..
ولكن هم الآن غافلون عما بأيديهم ..
وحينما تعلم بذلك سوف يحزنك حالهم أكثر ..
وتتركز نظرتك علي المحال لا غيره ..
وتتحدد نهاية المحال في معرفة الحال ..
وسر هذا الحال في أن يتفقه ،
أولئك الأبطال في حكاياتهم ..
وعليهم أن يتأنوا في هذا التفقه ..
ولكن هل من تفقه في شيء دون معرفة أصله ؟
لذا كونوا معي حين كشف أصل الحكاية ....


*
*
*


~ بالعقول أم ... بالعيون ~



تلك الأمور دائما ما نراها صغيرة ..
فندير لها أظهرنا وننوي أن نعود لها في اللاحق ..
لنسطر لها نهاية لائقة بنا .. و بها ..
وغالبا ما يحاول البعض من من حولنا ،
تأكيد لنا أن تلك الأمور كبيرة حجما ومضمونا ..
آملين أن نرجع عن سيرنا في طريق الغفلة ..
ولكن كالمعهود .. دون جدوى ..
فنحن نري بأعيوننا وهم يرون بعقولهم ..
هذه الأعين رأت تلك الأمور صغيرة جدا ..
كالنجوم التي تلمع وسط بساط ظلام الليل الأسود ..
وكذلك رأت العقول و رأت أيضا ..
تلك المسافة الكبيرة بيننا وبين هذه النجوم ؛
فعللت صغر حجم النجوم الكاذب ..
و وضحت لنا تلك الصورة التي ثبتت في أذهانها ..
ولكن كما قلت .. دون جدوى ..
أعين اعتمدت علي المادي ..
وعقول لمست المعنوي ..
ورجحت كافة المادي بالأغلبية ..
مع أن المعنوي له الفضل الأكبر في وجود المادي ..
وأبطال بين هذا و ذاك ..
سر حكايتهم في أن يغيروا تلك النظرة المعهودة للأشياء ..
نظرة زاوية النوع ..
بل عليهم أن ينظروا من كل الزوايا ..
مع إهمال النوع ذاته ..
وذلك حتى يروا أصل الحكاية بوضوح تام ..


*
*
*

~ مسروقات ~



هذه الكلمات هي من ضمن المسروقات التي أشرت إليها ..
سرقتها لأنها أعجبتني كثيرا ..
قد وجدتها حينما كنت اعبس في احد أدراج المسروق ..
اعلم انه حزين كثيرا عليها ..
و لكنني أعلل سرقتي بأن هناك من هو حزنه اكبر ..
ليس علي مجرد كلمات مسروقة ..
بل علي عقول بأكملها مسروقة ..
لم تسرق تلك العقول مرة واحدة ..
ولكنها سرقت جزء جزء .. ،
وبعدما اكتملت الأجزاء ..
تم تجميعها لتشكل عقولا ..
ولا الق العنان لوحش الخوف .. ،
حينما أقول أن هناك الكثير من تلك العقول حولنا ..
تحمل أفكار نيرة وعلوم شاملة وإبداع كامل ..
ولذلك سرقت .. ومهما كانت .. هي في النهاية مسروقة ..
مجرد أمر السرقة شيء فظيع ..
وذلك لتجرد الأخلاق وانحطاط مستواها ..
ولكن ما هو أفظع أن تلك الأيدي التي سرقت ..
تنتمي إلي أجساد بها عقول تستحق هي أيضا السرقة ..
لما فيها من مصابيح ..
ولكن يؤسفني قول أن أضواء تلك المصابيح ..
خفتت شيء فشيء من كثرة الأتربة التي تراكمت ..
علي جدرها الزجاجية الشفافة ..
فجعلتها أشبة بمصادر للأشباح ..
فأصبحت بالفعل كذلك مع مرور الوقت وطيلة الغفلة ..
فانطلقت أشباح الأفكار ..
وكونت الغيوم في سماء تلك العقول .. ،
ومشكلة هذه العقول أنها مع مرور الوقت ..
بدأت تصدق أنها عقول منتجه بالفعل ..
ونست فعلتها و سبقتها في السرقة ..
سر الحكاية هنا أن تزال تلك الأتربة ..
لا بأي أيدي .. بل بأيدي الأبطال ذاتهم ..
حتى يعود الضوء صافيا داخل دهاليز تلك العقول ..
وتتحول الأيادي السارقة إلي أيادي منتجة ..
ولا يكون إنتاجها كأي إنتاج ..
فهو إنتاج أبطال الحكاية ..

^

^

^
أردت أن أقدم اعتذاري لعقلي المسروق قبل أن انهي فقرتي هذه .

الاثنين، 28 يوليو 2008

قلم .. جــــــ حبره ـــــف


اسمها دُنيا ..
وهي بالفعل دُنيا ..
ليس بذنبها .. ، ولكن بذنب من فيها ..
هم لها .. وهي لهم ..
فلا تكون من دونهم ..
ولا يكونوا من دونها ..
كثيرا ما يكرهونها .. حين لا تلبي أطماعهم ..
وغالبا ما تكرههم .. حين يتحلون بالطمع الفاحش ..
أحس بكرهها لهم ، يلامس وجداني ..
كالهواء يلامس بشرتي ..
كان التعجب متواجد .. في البداية ..
بخصوص أمر الكره .. لذات الدنيا ..
و لكنه الآن اختفي ..
مع ظهور الأطراف كلها ..
الدنيا .. ليست جسد له قلب وعقل ..
القلب .. لكي يكره ..
و العقل .. لكي يطمع ..
و لكنها مجرد روح تنتقل فيما بيننا ..
تملك هذه الروح داخل قرارتها .. ,
الكره .. و الطمع ..
و توجه تلك القاسية أملاكها تجاه من فيها ..
وعلي مر العصور تحتفظ بإسمها ..
حتى جاء العصر الذي أصبح لها فيه منافس ..
يناهضها في كونها ..
و مع تفاوت الليل والنهار ..
تحولت المناهضة إلي .. التفوق ..
كان المتفوق من في الدنيا .. والخائب أمله .. الدنيا ذاتها ..
نال المتفوق تفوقه باستحواذه ،
علي نسبة كبيرة من أملاك الدنيا ..
فقد جف الكره والطمع من ارضها ..
واضطربت سماء المتفوق بسحب كلا منهما ..
ولكن الدنيا .. ومع ذلك ..
مازالت تملك البعض من أملاكها ..
فظلت ... هي الدنيا ..
و أصبح من فيها .. أهل الدنيا ..


~ ~ ~ ~



هما ... اثنان ..
و كل منهما .. إنسان ..
احدهما فَقد .. والآخر فُقد فيه ..
إتفقا و اختلفا في نفس الوهلة ..
فَقد الأول الأمل .. والآخر فُقد فيه الأمل ..
من فقد أمله .. فقده بسبب باب انغلق في وجهه ..,
مسببا دوي تردد صداه في الوجدان الصامت ..
فكان لتأثير ما رأته عينه ..,
وما سمعته أذنه .. شأن عظيم علي هذه النفس ..
و بدأت لحظة الصمت في المرور ..
و معها ذهول ممزوج بالعبوس ..,
علي وجه من أظنه طارق لذلك الباب ..
ما يُنتظر من هذا البشري ..
كبشري خلقه ربه يتحلي بصفات عدة ..
هو الصمود ..
و التوجه لأقرب باب آخر ..
ليس بصفة طارق وحسب ..
بل بصفه طارق ذو تجربة سابقة ..
فيكون حينها بشري بحق ..
و لكنه ظل علي صدمته ..
و استسلم لاستقرار اليأس في نفسه ..
فلم يبدي أي مقاومة ..
و هم بالجلوس أمام ذلك الباب ..
باكيا .. حزينا ..
و ما يُجهل الآن هو سبب ..,
دموع عينه .. و أنين بكائه ..
هل لانغلاق باب بئر أمله الذي جف .. في نظرة ..
أم لانفتاح باب بئر يأسه الذي بدا قريبا جدا منه ..
وأيا كان السبب الحقيقي ..
فهو في النهاية .. إنسان ..
وليس بالإلزام أن يكون بشري ..
و بعودة بسيطة ماديا .. كبيرة معنويا ..
أستأنف بالآخر ..
الذي فُقد فيه الأمل ..
و لد هذا الآخر .. بشري علي شكل إنسان ..
اعتبر الدنيا أمه .. فكان خير ابن لها ..
اخذ منها ما راق إلي نفسه ..
و ترك لها ما قد يجعله يمت للبشرية ..
فكانت البشرية الأولية التي حصل عليها حين مولده .. ,
هبه عظيمة .. لا يستحقها ..
فجفت في نفسه .. كما تجف خاصية الإرواء ..,
من المياه بين يدي أمثاله ..
و تحيرت كل أنواع العقول .. لأمر طاغي ..,
يزداد يوم عن يوم في طغيانه بصورة متبجحة ..
كالذي يسرق و في عينيه نظرة الأحقية الكاذبة ..
كان لتلك العقول أمل ..,
في أن يرتد الطاغي عن ما هو فيه ..
و لكن أملهم كان خائب في النهاية ..
بل و رءوا في مجرد وجود أملهم هذا ..,
شيء أحمق مخجل ..
و ظل الطاغي .. إنسان ..

~ ~ ~ ~


مواقف .. جفت حيويتها ..
كما يجف حبر القلم ..
تاركه بلا قيمة تُذكر ..

رواية : الحياة تبدأ عند المنتهى

بسم الله الرحمن الرحيم رواية : الحياة تبدأ عند المنتهى بقلم : إيمان أحمد مد زراعك لجعبة النشوات..، لامسها وتفحصها ،داعبها جيداً قبل ...