الاثنين، 28 يوليو 2008

قلم .. جــــــ حبره ـــــف


اسمها دُنيا ..
وهي بالفعل دُنيا ..
ليس بذنبها .. ، ولكن بذنب من فيها ..
هم لها .. وهي لهم ..
فلا تكون من دونهم ..
ولا يكونوا من دونها ..
كثيرا ما يكرهونها .. حين لا تلبي أطماعهم ..
وغالبا ما تكرههم .. حين يتحلون بالطمع الفاحش ..
أحس بكرهها لهم ، يلامس وجداني ..
كالهواء يلامس بشرتي ..
كان التعجب متواجد .. في البداية ..
بخصوص أمر الكره .. لذات الدنيا ..
و لكنه الآن اختفي ..
مع ظهور الأطراف كلها ..
الدنيا .. ليست جسد له قلب وعقل ..
القلب .. لكي يكره ..
و العقل .. لكي يطمع ..
و لكنها مجرد روح تنتقل فيما بيننا ..
تملك هذه الروح داخل قرارتها .. ,
الكره .. و الطمع ..
و توجه تلك القاسية أملاكها تجاه من فيها ..
وعلي مر العصور تحتفظ بإسمها ..
حتى جاء العصر الذي أصبح لها فيه منافس ..
يناهضها في كونها ..
و مع تفاوت الليل والنهار ..
تحولت المناهضة إلي .. التفوق ..
كان المتفوق من في الدنيا .. والخائب أمله .. الدنيا ذاتها ..
نال المتفوق تفوقه باستحواذه ،
علي نسبة كبيرة من أملاك الدنيا ..
فقد جف الكره والطمع من ارضها ..
واضطربت سماء المتفوق بسحب كلا منهما ..
ولكن الدنيا .. ومع ذلك ..
مازالت تملك البعض من أملاكها ..
فظلت ... هي الدنيا ..
و أصبح من فيها .. أهل الدنيا ..


~ ~ ~ ~



هما ... اثنان ..
و كل منهما .. إنسان ..
احدهما فَقد .. والآخر فُقد فيه ..
إتفقا و اختلفا في نفس الوهلة ..
فَقد الأول الأمل .. والآخر فُقد فيه الأمل ..
من فقد أمله .. فقده بسبب باب انغلق في وجهه ..,
مسببا دوي تردد صداه في الوجدان الصامت ..
فكان لتأثير ما رأته عينه ..,
وما سمعته أذنه .. شأن عظيم علي هذه النفس ..
و بدأت لحظة الصمت في المرور ..
و معها ذهول ممزوج بالعبوس ..,
علي وجه من أظنه طارق لذلك الباب ..
ما يُنتظر من هذا البشري ..
كبشري خلقه ربه يتحلي بصفات عدة ..
هو الصمود ..
و التوجه لأقرب باب آخر ..
ليس بصفة طارق وحسب ..
بل بصفه طارق ذو تجربة سابقة ..
فيكون حينها بشري بحق ..
و لكنه ظل علي صدمته ..
و استسلم لاستقرار اليأس في نفسه ..
فلم يبدي أي مقاومة ..
و هم بالجلوس أمام ذلك الباب ..
باكيا .. حزينا ..
و ما يُجهل الآن هو سبب ..,
دموع عينه .. و أنين بكائه ..
هل لانغلاق باب بئر أمله الذي جف .. في نظرة ..
أم لانفتاح باب بئر يأسه الذي بدا قريبا جدا منه ..
وأيا كان السبب الحقيقي ..
فهو في النهاية .. إنسان ..
وليس بالإلزام أن يكون بشري ..
و بعودة بسيطة ماديا .. كبيرة معنويا ..
أستأنف بالآخر ..
الذي فُقد فيه الأمل ..
و لد هذا الآخر .. بشري علي شكل إنسان ..
اعتبر الدنيا أمه .. فكان خير ابن لها ..
اخذ منها ما راق إلي نفسه ..
و ترك لها ما قد يجعله يمت للبشرية ..
فكانت البشرية الأولية التي حصل عليها حين مولده .. ,
هبه عظيمة .. لا يستحقها ..
فجفت في نفسه .. كما تجف خاصية الإرواء ..,
من المياه بين يدي أمثاله ..
و تحيرت كل أنواع العقول .. لأمر طاغي ..,
يزداد يوم عن يوم في طغيانه بصورة متبجحة ..
كالذي يسرق و في عينيه نظرة الأحقية الكاذبة ..
كان لتلك العقول أمل ..,
في أن يرتد الطاغي عن ما هو فيه ..
و لكن أملهم كان خائب في النهاية ..
بل و رءوا في مجرد وجود أملهم هذا ..,
شيء أحمق مخجل ..
و ظل الطاغي .. إنسان ..

~ ~ ~ ~


مواقف .. جفت حيويتها ..
كما يجف حبر القلم ..
تاركه بلا قيمة تُذكر ..

هناك 4 تعليقات:

Nabil يقول...

كلمات رائعه ومدونه رقيقه
تحياتى

Moustafa` يقول...

الدنيا ماده مجرده من الروح والحياه
البشر والغنس هم من يصوغوها
---
جميل البدايه اوي
تشخيصك للدنيا بكيان مستقل
الاول مليان روح مشبعه بالكراهيه والطمع . لكنها مخزنه في تجاويف سره
لأفتقارها لمنابعها القلب والعقل
---
فرضيه جيده للغايه
زاد من جمالها
سحب اهل الدنيا للطمع والكراهيه في صوره سحب وغيوم في سماء النفوس
او كانها تسحبت وانتقلت بذواتها
---
خلت الدنيا من العناصر البغيضه
لكنها فقدت الامل
---
اما البشري
فهو إنسان في تكوينه وإن لم يحظي بالتجارب الكافيه
هنا تصوغ لنا حكمه فظيعه
الذهول من الحياه الواقعيه .. ليست هذه التى رسمتها في مخيلتي عندما كنت طفلا
وتبدا الصدمه
لكن الصمود مغروس في الروح بفعل الإله
يتسمر في طرق أبواب جديده ولربما جذب أيدي آخرين ضلوا الطريق
إلا أن يسقط في هوه اليأس والحبور
لتسرب الامل منه
ببساطه فقد الامل
----
نعود للإنسان الدنيوي
تحول بإمتصاص وتشرب نهم للسلطه والطمع والرغبه في التملك من الإبن البار
إلى طاغيه مفتقد لمعاني الإنسانيه
----
لحد دلوقتي مش فاهم ايه علاقه العنوان بالموضوع
لحد ما تبين انها مواقف من ذاكره السنين
جفت وتوارت خلف الحجب الغائمه
كما يجف حبر القلم
--
الصوره معبره والبوست فلسفي ف السما
---
ربنا يبارك ف موهبتك
سلام

Eman Ahmad يقول...

nabil

You are welcome

And thank you very much for your presence
v
v
v
bye :)

Eman Ahmad يقول...

مواقف من الصعب جداً بل من الألم سطرهاو تلجيم جموحها في سطور تحمل بضع كلمات و لكن من الأصعب و الأكثر إلاماً عيشها أو معايشاتها ..

لم أرى فيها سوى الجفاف ..لكل شيء تحتويه ..
تماماً كما يجف حبر القلم ..

v
v
v

شكراً جداً إنك علقت على كل كلمة و فكرة .. بجد >> أخجلتم تواضعنا <<

و أي خدمة على الصورة .. :)

v
v
v

و كويس أوي إنك فهمت في الآخر ايه علاقة العنوان بمضمون البوست .. لاحسن كنت هزعل اوي ..


v
v
v


و نورتني .. ^_^


سلام

رواية : الحياة تبدأ عند المنتهى

بسم الله الرحمن الرحيم رواية : الحياة تبدأ عند المنتهى بقلم : إيمان أحمد مد زراعك لجعبة النشوات..، لامسها وتفحصها ،داعبها جيداً قبل ...