الاثنين، 28 يوليو 2008

عندما أدركت أن قلبي مازال يدق ..

وقفت أتأمل ما حولي من أشياء متحركة و أناسٍ ساكنين و أشباح

طيفها من وهمٍ يجذب العقول و يفتن القلوب .. تمر بالجوار من حين

لآخر لتكسب المذيد من المغيبين الطامعين .. الذين آتوا
عكاظ

للنفوس ليشتروا ما في نفوس البائعين , من ذكريات و خواطر .. و

لكنى لم أشعر قط بأي فارق تجاه تلك
الاطياف و بريقها الزائف فأنا

لم أكن ذاهبة لأشتري مع المشترين بل إنني ذهبت لأبيع .. فكان ما

لدي يستحق فعلاً أن يباع و لا يستحق أن يباع في
سوقٍ أقل شأناً أو

شهرةً من ع
كاظ .. مشيتُ بخطوات متثاقلة فكنت أحمل الكثير و

الكثير و أجر ورائي أزيال ما هو أكثر .. مشيت و مشيت حتى

وصلت للمكان خاصتي ثم سكنتُ .., و تصلب جسدي ففقد مرونته و

جفت الحياة في كلي ما عدا لساني .. ظل حياً .. أدركت حينها أن

ذلك
المكان الميت يكره الحياة و الأحياء و يتلذذ بسلب ما يجعل الحي

يمت للحياة بصلة .. حينها عرفت أنني لا أقلُ شأناً عن الأموات بل

إنني ميتة بالفعل و
أتظاهر بالحياة تجمّلاً .. و في غفلتي الواجمة

تذكرت مهمتي .., و ذكرتني الحشود المتجمة حولي بالشيء الذي

ظل حياً في ..
لساني .. الذي لم أكن أملكه حينها بل هو كان المالك

تحدث و أثار لهفة المشترين حولي للإستماع للمذيد من كلماته ..

" هنا ذكريات طفولة " .. بكاءُ طفلةٌ و بعثرة فوضوية حولها . .


" و هنا ذكريات صبا " .. حماقة و شغب ..

" و هنا ذكريات شباب " .. تمرّد و تأرّن ..

قيلت تلك الكلمات بصوت جهوري قاسٍ .., بقدر ما أنه أمتع


المستمعين بقدر أن تخللني و زلزل ذلك الكيان الميت أو الذي

يتظاهر بالموت مُجبراً .. حاولت أن أتمتم بكلمات أختارها
أنا ..

أنسق حروفها و نقاطها بقلم عقلي
أنا .. و لكنى خفت من أن يكون

الحبر الذي لدي جف .. فأبقى صامتة .. لا و ألف لا .. سأتكلم ..

سأتكلم مهما كلفني الكلام , حتى و لو جعلت من دمي حبراً ..

سأتكلم ..فصرخت .. نعم صرخت .. فما أردته تمتمة صدر عني

صراخ و شجب و إستنكار .. و بين كل هذا و ذاك .. قلت لا .. قلت

هذة ذكرياتي
أنا .., و لا حق لأحد أن يمتلكها غيري أنا .. لا أريد أن

أبيع .. لقد تراجعت عن قراري .. تلك الذكريات و ما تحويها من

خواطر سعيدة كانت أم تعيسة ف
أنا من عايشتها و مررت بكل

مشاهدها و تابعت كل أحداثها ..
أنا تلك الطفلة التي بكت بعدما

بعثرت أمورها و كل حاجيتها حولها حتى اتى من حملها و دغدغها

فضحكت و ملأت الجو حياة ..
أنا تلك الصبية التي تصرفت بحماقة

الصبا و شاغبت حتى لاقت اللوم ..
أنا تلك الشابة التي إستفزها

ريعان الشباب فأرنت و تمردت ..
أنا أنا أنا .. و أنا تلك البائعة

البائسة العابسة التي أتت سوق الموت هذا لتبيع حياتها .., و لكنها

تراجعت فقط لأنها أدركت أن قلبها مازال يدق .. مازال ينعم

بالحياة .. مازال يهمس لها قائلاً ..
" لما يأت موعد النهاية بعد "

فعرفت أنها يجب أن تعيش و تستمر .. فهناك ضحكاتٌ لم تضحكها

و دموعٌ لم تبكيها و ذكرياتٌ لم تأخذ دور بطولتها بعد

^
^
^


كانت بعثرة الكلمات تلك ..,

مجرد هذيان لقلم حمل كاهله الكثير ..

هناك 3 تعليقات:

Moustafa` يقول...

أوليس نشر هذا البوست
يعد بيعا ً لمتعلقاتك الخاصه
وبثمن بخس
----
هذا التناقض المنحشر بداخل أرواحنا
بين الرغبه والتمنع
بين البحث عن طيف مشابه ينقذنا
والضجر من النزيف المتكرر
وذهاب الكلام المشبع بقطع الروح المتألمه
كل هذا يذهب هباءا ً ..وسط كومنتس تافهه
---
كوني ذاتك واكتبي لنفسك .. حلقي في سماوات الإبداع .. حتما ً ستلقين نجما مشابه تسحره كلماتك
حينها يكون قد تكون لك قارئ اول
سلام

Eman Ahmad يقول...

تساؤل >> أثار غيرتي تجاه متعلقاتي الخاصة ؟؟
و لكن >> بالفعل أنا كنت - هبيع - لكن - خلاص - غادرنا السوق و اغلق المزاد ..

*
*
*

تناقض .. لن انكر وجوده .. بل سوف اصرح به .. و لكن >> أحببت لحظة تداخل ألوان الخطوط بداخلي .. فلولا حوث تلك - التربنة - لما كنت عرفت الفرق بين " الأبيض " و " الأسود "

>> فتلك هي الحياة و إلا فلا <<


*
*
*

-- كوني ذاتك واكتبي لنفسك .. حلقي في سماوات الإبداع .. حتما ً ستلقين نجما مشابه تسحره كلماتك
حينها يكون قد تكون لك قارئ اول --

v
v
v


احب ان اكون ذاتي ..
و أن أكتب لنفسي .., ولنفسي فقط ..

و لكن أجنحتي مازالت ضعيفة >> لا تقوى على التحليق ..

فلربما تكون يوماً >>
و لكن اليوم سوف أبقى على الأرض >> فهنا أيضاً قد يكون لي قراء ..


شكراً لك بقدر إمتناني لكلماتك .. :)

غير معرف يقول...

اوقات كتير لما بتضيق علينا الدنيا بنبقا عايزين ننفجر ونصرخ ف كل الناس ونقول على كل اللى مخبينه نقول اد ايه احنا مميزين ومش زى ما انتوا فاكرين....لا احنا لينا زكريات وامنيات واحلام مميزة واجمل مما اى حد ممكن يتخيل بس لازم نسكت بالضبظ زى ما عملتى لانها بتبقا لحظة تمرد مش اكتر لان زكريات كل واحد فينا اثمن من انها تباع او تزاع ولو فى سوق عكاظ......... البوست دا مميز وانتى كتبتيه بطلقائية واضحة ف كلمات اتمنى انك ما تروحيش سوق عكاظ تانى وروحى لصديق مميز واصرخى بكل اللى جواكى زى ما انتى عايزة.......والصديقة دى موجودة كالعادة بتسمعك زى ما انتى عارفة

رواية : الحياة تبدأ عند المنتهى

بسم الله الرحمن الرحيم رواية : الحياة تبدأ عند المنتهى بقلم : إيمان أحمد مد زراعك لجعبة النشوات..، لامسها وتفحصها ،داعبها جيداً قبل ...