الاثنين، 29 سبتمبر 2008

صندوق ذكــــرياتي ..


..

صندوق ذكرياتي

وقعت عيني عليه كالعادة اليومية فتذكرت ما أفعله يومياً .. فقد كنت أحيانا أتجاهله و كأني لم أره وأحيانا كنت أبتسم له و أذهب و أحيانا كنت أنظر له نظرة طويلة و أتركه ، و لكني اليوم لم أستطع أن أفعل أي شيء من هذة الأشياء لأنني أحسست أنه يناديني أكثر من أي يوم مر و يحاول أن يغريني بما في داخله من أشياء و أغراض كلها لي و كل منها مرتبط بإحدى ذكرياتي العزيزة جداً إليّ ..، و على الرغم من أن تلك اللحظات التي أعود فيها للماضي لعيش ذكرياتي تلك من جديد تكون من أجمل لحظات حياتي و أرقّها لكني قليلاً ما أعيشها وهذا برغبتي أو بمعني أصح بإجبارعقلي علي نفسي ، فأنا أظل مع ذلك الصندوق لفترة طويلة جداً و الأسوء أنني بعد أن أغلقه و أضعه في مكانه المخصص يكون جسدي بيعداً عنه و روحي معه لأيام .., و بذلك أكون منفصله تماماً عن الواقع وغالباً ما أقع في مشكلات لا أول لها و لا آخِر .. بالطبع خَطَرَ في بالي كل هذا حينها ومع ذلك كان هناك شيء بداخلي يقنعني بأن أذهب اإليه و أفتحه وأغوص في الماضي من خلاله ، و لم أكن أنا وحدي التي لم تستطع أن تتحمل ذلك الصوت و لم تقدر علي تجاهله بل كانت قيود عقلي التي فرضها علي نفسي هي أيضا غير قادرة علي التحمّل ... و أصبحت نفسي حرة في لحظات .. فإندفعت أو إندفعت هي نحو الصندوق وهممنا كلانا بفتحه ... و كأننا نفتح للماضي أبواب الحاضر علي مصرعيها .. في رغبة بالوقوع داخل هوة شقوق الزمان ..

*

*

*

كراكيب زمان >> ^_^

ديه قصاقيص كتبتها زمان ..

مش عارفه ليه ما كنتش هنزلها في - تخاريف - خالص ..,

و كذلك مش عارفه ليه نزلتها دلوقتي ..

بس برده منكرش إن اللي شجعتني أوي على كده هيه >>

My LoVely SosO

Thanks for my best friend

محــــــــــــــــــاولة فاشلة ..


محاولة
فاشلة

كانت هي كذلك محاولتي في النوم حينها في ذلك - الشالية - الذي تُرك دون عناية لفترة طويلة أثناء هجرنا له . فإستلقيت علي السرير وعيناي مفتوحتين و موجهتين إلي السقف لاحظت أولاً لون طلاء السقف القديم ... كان اللون السماوي و قد أصابه البهتان ، وثانياً لاحظت بعض الشقوق المتفرقة في هذا الطلاء البالي ، عزمت في تلك اللحظات أن أخبر أبي في اليوم التالي بوجوب إعاده طلاء الشاليه كاملاً في أقرب وقت ممكن .. و بعدها مرت لحظات طويلة صامته وأنا لا أزال أنظر بملل مستديم متأملة تلك الشقوق و أذناي مستمعة في غير إستمتاع لصوت الأمواج المتلاطمة علي الشاطئ في تناسق ، فجأة .. لاحظت عيني بديهياً غريب ما .., في البداية لم أجد ذاك المتسلل الذي قطع شرودي .. و بعد تركيز تام .. بدأت حركة غريبة مريبة في تلك الصورة الثابتة التي إلتقطتها عيني للسقف ، حاولت أن أركز أكثر لكي أعرف ما سبب تلك الحركة و من مُحدثها ... إنها ...... إنها الشقوق تتحرك .. أقصد تزداد .. نعم تزداد بطريقة متناسقة .. أطراف تتصل بأخرى وأخرى تتصل بنفسها .. إنها ترسم شيء ما .. إنها ترسم .. الأمواج بحركتها المعتادة و الشاطئ برماله الذهبية .., و فتاة جالسة بالقرب من المياه تحمل أوراق و قلم و تنظر تجاه الشمس وهي تغرب متأملة هذا المنظر ...... إرتسمت علي وجهي إبتسامة عريضة من طلقاء نفسها .. حيث كنت أنظر إلي نفسي أثناء عيش أجمل لحظات حياتي بوجودي علي الشاطئ في هذا الوقت من اليوم مع أوراقي و قلمي ، و فجأة .... ضوء شديد لم أقدر علي فتح عيني منه .. كان يوم جديد حينها أيقنت أنني كنت أحلم .., و بعدها تركت الفراش ..... و في أثناء تناول الفطور تذكرت ما قررت أن أقوله لأبي في اليوم السابق و لكنني تجاهلت تلك الفكرة تماماً .. و ساومت نفسي على إستنكارها و تجاهلها كلياً ..



و كما هو الوقت ..


و كما هو الوقــــــــت

طال و يطول و سيطول إنتظاري لعيش تلك الساعات .. و كأن الايام تتباطأ في السريان كلما قرب موعد زيارتي الإسبوعية لجدي في بيته .. فحينما يأتي الموعد أذهب بأقصي سرعتي إلي هناك حيث كل شيء ملهم حتي الأثاث. و و الجدران .. و كعادتي أستغرق العديد من اللحظات في تأمل وتفقد تلك الأشياء كلها من أصغرها لأكبرها و كأنني أراها لأول مرة في حياتي .. تلك الأشياء و أمثالها تدخل قلبي ببساطتها وأصالتها و ندرتها ، ودائما ما أستشعر فيها روح الإبداع الرائعة التي لا أجدها في أي شيء آخر.. و في أثناء مرور لحظات التفقد تلك يظل جدي ناظرً اليّ ، حاولت أكثر من مرة أن أجد مغزى لنظراته تلك ولكن أقر بفشلي في نهاية كل مرة و لا أفكر في أن أسأله أبداً ، وبعد أن انتهي تماماً , أبدأ في الحديث معه .. وغالباً ما يختار هو موضوع الحديث وينال دائماً إختياره موافقتي وإستحساني وتدور الدوامة التي أغوص فيها أنا و هو وسط كلماته الحكيمة و أسئلتي الكثيرة و أفكار كلانا المتفقة .. فيكون النقاش جاد و في نفس الوقت لا تفارقنا أبداً الضحكات .. و فجأة .. يرن الهاتف رنته المعهودة ، فيخرجنا من أجمل دوامة نعيشها علي الإطلاق معاً و يكون المتصل أبي أو أمي لينبهاني بحلول وقت العودة ، فأودّع جدي وأغادر المكان في حزن ، ودائما ما أنظر الي البيت من الخارج فأراه.. كالصرح الذي يضم الإبداع ذاته في داخله ..

في ذلكــ اليومــ ..


في ذلك اليـــــــــــوم

كانت أول مرة أرى فيها بعيني الريف وما به من أراضي زراعية ، أتذكر ذلك اليوم جيداً ... وكيف لي أن أنساه وقد رأت عيني فيه منظراً هي نفسها عجزت أمامه عن التعبير ، كان خلاباً لا أجد أي درجة من الجمال تليق بوصفة .. و كلما ألححت على كلماتي كي تعبّر أبت إستحياء هوان شأنها أمام عظم شأن الموصوف .. فمهما كانت صفة روعتها لن تكون شيئاً يُذكر بالنسبة للروعة ذاتها حينها استدعى وجومي الشديدة الصمت الطويل ليحل بي ، ومرت اللحظات متتالية .. أقرّ بأنها ساعدتني في التخلص من وجومي بالإستسلام ولكنها لم تقدر علي تخليصي من صمتي .. فقد تتالت المشاهد علي عيني بمرور تلك اللحظات علي عمري ، السماء صافية متلألأة بلونها الأزرق الملهم و الشمس ساطعة مطلقة أشعتها في كل مكان و الرياح تهب آتية من الأفق البعيد آمرة الزروع بأن تتمايل ترحيباً لمجيئها وجاء دوري بسرعة فحينها أحسست بالهواء البارد يمر بجوار وجهي متسارع في حنان و ملابسي التي أصابتها حركة جنونية منعشة حاولت قدر المستطاع تهدأتها و لكن دون جدوى .. راودني حينها إحساس غريب لم أشعر بإلحاح مثل إلحاحه قبل ذلك فقد أردت أن أصفق .. نعم أصفق و بقوة شديدة جداً .. أصفق لعظمة الخالق التي رأيت من خلالها صورة حية للإبداع .. لا أنكر ترددي و إستنكاري لرغبتي الساذجة المظهر .. و لكني لو لم أفعلها لما عرفت نفسي بعد ذلك الحين قط .. و لم كنت كتبت هذة الكلمات .. فإن ذُكر الإندفاع و التهوّر ذُكرت أنا .. و بالفعل إندفعت يداي دون تفكير في العواقب في حركة جنونية من التصفيق ، ولا أذكر أنني ندمت علي تصرفي هذا حتي بعد أن حاصرتني نظرات عديدة مغزاها الدهشة .. فلم تكن أول مرة لي في جوٍ ملبد بغيوم الإحراج و لن تكن الأخيرة أبدا .., و كما ذهبت .. كان يتحتم عليّ العودة .. تمنيت أن أظل هناك إلي الأبد و لكن كما رد عليّ والدي حينها " ليس كل ما نتمناه يتحقق " فألقيت نظرتي الأخيرة علي المكان ولكنني لم أودعه بل وعدته بأن أزوره مرة أخرى ولم أحدد معاد معين لتلك الزيارة .. و بعدها أدرت ظهري للمكان اتجهت للسيارة ولكن ظلت تلك الملامح الخضراء و النواحي السجيّة أمام ناظري طوال رحلة العودة حتي ذلك الصمت الجميل ظل مرافقني لوقت طويل ..

السبت، 27 سبتمبر 2008

دموع أوشكت علــــ>>ـــــى النضوب ..!!


دموع أوشكت على النضوب ..

اليوم تذكرته .. و إسترجعت كل مشاهد – الفيلم - الذي كنا انا و هو فقط أبطاله .. لم تكن تلك الذكرى بالبعيدة عن ساحة عرض عقلي .., فما تحويه من نتاج ما قد تقاسمته أنا و السلف .. إعتدت على تكراره كل يوم .. أنا .. أخذت صور متحركة ذات أصوات متباينة و ألوان متداخلة .., أستطيع مشاهداتها وقتما شئت .. و السلف .. أخذ الأحداث ذاتها و معها محدثيها .. إنطوى بصفته سلفاً .., و طوى معه أناس عرفتهم .. أحببت بعضهم .., و كرهت البعض .. طوى أفراح و أحزان .. صراخات و ضحكات .. نجاحات و سقطات ..

ذكراه كانت كلما راودتني .. ظلت تؤنبني .. و توبخني .. و تنعتني بصفات ناكري المعروف .. كانت تتهمني بالقتل .. ترى أنني قد ذبحت صاحبها بسكين لساني .. تلذذت بدفعه ليلقى حتفه خارج عالمي الدنيوي .. فيظل طوال عمره حياً جزئياً .. حياً في أي مكان كان .. إلا .. داخل دنيا عالمي .. فهو بلاريب متوفي ..

بدوري كنت لا أصمت أمام تهكمات تلك الذكرى الخبيثة .. فكيف ألزم نفسي بالعدول عن الكلام أمام كل تلك الإدعاءات الظالمة المتحيّزة .. كيف .. أنا لا انكر أبداً صحة تلك الاحداث في الواقع .. و لكني لي أسبابي الخاصة .. لي دوافعي المحرّضة .. لذا فقد حق لي الصراخ .. كي يعلو صوتي فوق كل صوت .. كي تدوي جملتي هذة و التي قد تلفظتها بجميع أنواع اللغات في شتى القواميس .. أطلقت فحول صوتي الجامحة و قلت : " أنا المظلومة .. لا الظالمة .. " ..

و بقى الحال على ما هو عليه .. ربما لأيامٍ تخفت في صورة شهور .. أو شهور تحلت بطول زمن سنين .. لا أعرف .. فمنذ ذلك اليوم الذي قُدّر لي فيه أن تُحفظ تلك الذكرى داخل عقلي .., و الوقت لا يعني لي سوى الملل السحيق .. فلم ألق بالاً لحسابه و لم أضعف أمام بخل مروره ..

إلا اليوم .. فقد كانت لي رؤيا مختلفة تماماً عن جميع ما سبقها للأحداث السّلفية .. رؤيا .. لم تنفي ما قد شجبت و إستنكرت به في السابق نفياً كلياً و أيضاً لم تُثبت كامل ما قد وُجِه إلىّ من إتهامات أمام ساحة قضاء ضميري .. و لكنها جعلتني أرى الأمور من منظور ثالث .. لا علاقة له بالإثبات و لا شانه له بالنفي .. فقط كان يطلّ على الأمور من نافذة ذات زجاج نقيّ مكنني من الرؤية بكامل الوضوح .., بل منحني أن أستشعر ما يجوب كل نفس .. أن أسمع كل نجوى .. أن ...... أن أحكم حكماً لن يعرفه غيري و لن يأخذ أحد بإعتباره .. فقط لأعرف بيني و بين نفسي من جنى و من جُني عليه ..

هنا بكيت .. فلم أملك حينها سوي الدموع .. تركتها هي تحكم .. هي ستكون أعدل .. ستكون أطهر .. ستكون أقوى ..

بالفعل هي القوة .. هي ما تسببت في وجود عقدة القضية و هي أيضاً من سيحللها .. أنا كان بي داء نقص القوة .. كنت وحدي .. فوجدتك تدخل عالمي .. تؤانسني .. تحاكيني .. تجادلني .. تشاركني إلتهام وحدتي .. و كنت خائفة .. من كل شيء و أي شيء .. وجدتك تطمأنني .. تداعبني .. تشاطرني الفرح حين ذهب خوفي ..

و فجأة ..

عاد كل شيء كما كان سابقاً .. عاد الخوف ليسكنني .. و عادت الوحدة لتكون ظلي .. لم تكن أنت السبب .., بل أنا .. أنا من إختار العودة للعهد القديم .. فقط لأنني تذكرت أن أسألك سؤالاً واحداً .. لو أنني جازفت و فعلتها .. فوالله ما كنت بمجيب ..

من أنت ؟؟ و ما هي هويتك ؟؟

ياللحماقة .. أسأل كائن أجنبي دخيل على عالمي .. من أنت ؟؟.. و كأنني أسأل كائن فضائي ما تصنيفك ها هنا على كوكب الارض .. بالطبع ستكون الإجابة >> لا شيء ..

ضعفي .. صنع مني ظالمة .. بالفعل ظلمتك .. و لكنك أيضاً ظلمتني و ظلمت نفسك معي ..

لذا فقد حكمت محكمة ضميري .. بأعدل ما يكون لنا كلانا .. ألزمتك أن تظل لا شيء بالنسبة لي طوال عمرك .. و ألزمتني أن أبذل الدموع من أجلك حتى ينضب ما لدي منها ..

*

*

*

إهداء >> له ..



رواية : الحياة تبدأ عند المنتهى

بسم الله الرحمن الرحيم رواية : الحياة تبدأ عند المنتهى بقلم : إيمان أحمد مد زراعك لجعبة النشوات..، لامسها وتفحصها ،داعبها جيداً قبل ...