لطالما أحببت تواجدي هناك .. عند شروق الشمس .. أذهب لأهمس للبحر في أذنيه .. مرة أقول كلاماً غريباً .. و مرة آخرى أهذي بهذيان أغرب و أغرب .. تارة أضحك و أصدر ضجيجاً .. و تارة أصمت و أبعث فحوى السكوت حولي .. فكما كنت أصرح للبحر دائماً بمدى روعته و جماله في تلك اللحظات التي تمتزج فيها أمواجه العالية بسحب السماء على مدى البصر البعيد .., و تأتي أشعة الشمس - كالعزول - تفرق بين الحبيبين غير مباليه .. كان هو أيضاً يُصرح لي بجنوني و تمردي الذان طغى نهرهما و أغرق كل شيء على ضفتيه و أيضاً كان غير مبالي هو الآخر ..
و لكن اليوم .. أحس بحري بما تحمله نفسي قبل تفوهي بأي كلمه .. شعر بسكون ملأني و ضعف ترك المجال لأي صوت خارجي بأن يدخل إلى رأسي .. علّه يعيد الحياة لتلك القلعة المهجورة .. حتى وقع أقدامي على الرمال لم يترك أي آثار خلفي و كأنني طيف لا هوية له ..
لم أكن أدرك يوماً أنك كنت مهماً لهذة الدرجة بالنسبة لي ..أفانا لم أعط لنفسي المجال كي أفكر .. بل إنني تصرفت بكل عفوية و تلقائية معك حتى صرت أنعت نفسي بالمتمردة التي طغت .. كنت أتجاهل داخلى كل شعور بالذنب و بالتأنيب كل إشارة حمراء قد أطلقها ضميري ليحذرني من عواقب أفعالي المحتمل حدوثها عاجلاً أم آجلاً ..
حتى صرخت .. و قلت >> ما الشيء الجديد الذي تغير فيّ .. لم الحيرة .. لم العذاب .. لم .. سأعود كما كنت .. تلك المجنونة التي عرفها البحر منذ الصغر .. فأنا بسببك اليوم .. فقدت ما كان بحري يتعرّف عليّ به .. فقدت نفسي التى تعج بالضوضاء ..
سوف أبعد .. فالبعد هو الحل الوحيد .. و لن أعود إلا بعدما أجد ما قد سقط مني في الطريق و عندما أجده .. ربما أعود .. فلا تنتظرني .. فقد لا تعرفني بعد اليوم ..
الكلمة داخل فمي حبيسة و الصمت وثاقها .. أهوى أن أنطقها أحررها .. و عقلي ثقل يشد على لساني لجام أن لا يسمع لهواي أمر .. و أقف أتساءل إلى متى أنصاع لأمر من أجبروا لساني على خيانة حبيبته الكلمة .. سأقولها و لو حوّلوني إلى سـمكة في زمن لا بـحور فيه .. و لو صرت زهرة عباد في نهار هجرته شـمسه .. سأقولها كل يوم حتى لو صار زماني أصـم بـلا آذان ..!!!
الأربعاء، 6 أغسطس 2008
نـوسـتـالجيـــــــــــا
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
رواية : الحياة تبدأ عند المنتهى
بسم الله الرحمن الرحيم رواية : الحياة تبدأ عند المنتهى بقلم : إيمان أحمد مد زراعك لجعبة النشوات..، لامسها وتفحصها ،داعبها جيداً قبل ...
-
ها هنا ولدت طفلة كانت تلهو وتقفز بين السطور تعبث بالكلمات ليخرج من عبثها هذا فن متقن و تتلاعب بالحروف و النقاط لتقول ما لم تقوي ع...
-
قابلته في نفس المكان المعهود .. ذو الملامح البسيطة الهادئة .., و التي طالما إرتحت و إرتاحت إليها أعيني .. فأبداً ما سقط شعاع ضوء واحد على شي...
-
استسلمت لأيام تمضي كالخيل الجامح لا ادرك ما سقط مني و لا حتي ادرك لحظة احزن فيها علي ضياعه لا التقط انفاسي و لا احسن الشع...