الثلاثاء، 29 يوليو 2008

فــقـــــــــــــــــدتُ إبنتي ..




ذهبت و لم تقل لي وداعاً ..
فكم كانت تكره الوداع ؟؟
كنت أكرهه مثلها ,
و أحثها على استنكاره و تجنب شيطانه ..
و لكنني اليوم أكره كلماتي و نصائحي و أقوالي ..
و كأنني كنت أقول لها حين يأتي موعد رحيلكِ
إذهبي و لا تودعيني .. و لا تحتضنيني ..
و لا تقبليني و لا تهمسي بأذني " سوف أشتاق لك يا أمي "
آه .. كم أنها كلمة رائعة ..
و جعلتها شفتاكِ يا صغيرتي أروع و أروع ..
و كأن معناها كان يخلق على لسانكِ ..
و تتراقص حروفها مع نقاطها على نغم أوتار أحبالكِ الصوتية ..
يا حبيبتي .. إشتقت إليك ..
أذكر جيداً يوم عرفت بوجودكِ داخلى ..
و أنتي تسكنين جسدي ..
تسعة أشهر .. عرفتكِ فيهن و عهدتكِ ,
شقية و مراوغة و تجعلين من يحبونكِ
ينتظرون قدومك على نار من إشتياق ..
و يوم أتيتي .. جعلتني أتألم ..
جعلتني أعرف قدركِ في كل صرخة أطلقتها ..
في كل أنين قد أعلنته أو أسررته ..
حتى مر قطار الدهر بنا ..
فأجبرتني على الركوب ..,
و التفاؤل بما قد يأتي برحلة المستقبل المجهولة ..
فإنحنيت أمام إرادتكِ القوية و أنت بسن العام أو العامين ..
و ركبت قطار الخطر
عربتنا .. كانت لنا وحدنا في القطار ..
وفيتي بوعدكِ و منحتيني أعوام من نقاء الطفولة ,
و عفويتها و نضارة أيامها ..
و لكنكِ عدتي و أخلفتي بذلك الوعد ..
حين توقفتي و قررتي النزول عن ذلك القطار
و أحببتي ما قد كرهتيه سلفاً
تركتني و ذهبتي ..
أنا وحدي يا صغيرتي .. و حدي يا قرة عيني ..
اليوم أرسل برسائلي لمن يدّعون بأنهم عايشوا الأمل ,
و ظعنوا بأنهم ملكوه و لو للحظات ..
أقول لهم " ذهبت من منحت هذا العالم إكسير الأمل " ..
" ذهبت من كانت تضحك .. فتزيل عن العابس عبسه " ..
"من كانت تبكي .. فتجعل المسرور يفر من سروره " ..
" من كانت تقول لي - يا أمي أحبكِ كثيرا -ً " ..
اليوم أقول لكِ .. أنتي من كانت أمي ..
فأنا اليوم يتيمة من دونكِ .. يا أمــــــــي ..
^
^
^

إلى تلك الطفلة التي عرفتها منذ سنين
كبرت يوم بعد يوم
حتى ولدت صبية و توفيتي أنتِ
فإفتقدتكِ
تلك الصبية
و أوصتني أن أبلغك هذة الرسالة
فقد إعتبرتكِ - طفلتها الأم - الفقيدة ,
و إعتبرت نفسها - الأم
الطفلة - اليتيمة ..



~ ~ ~


تنويه : لم يكن ما قد ذُكر سلفاً
تقمص .. بل هو نقل و رصد دقيق
لحالة قد عايشها .. يوماً ما ..
قد يكون أمس و قد يكون اليوم
أو أنه سيكون غداً ..

هناك 3 تعليقات:

Moustafa` يقول...

العنوان صارخ بيحطك ف مود الخاطره من اول سطر
الصوره معبره جدا هي بالضبط جزء صغير نايم ف حضن كبير
طفله غرقانه جوا هيكل من جسد مرهق وعقل متهالك
بنت هي تخليق من رحم أم ..تكبر شيئا فشيئا لتشغل حيز مشابه وربما طبع مشابه
----
شعرت بنهر عذب أسبح على سطحه بمنتهي السلاسه والهدوء
لا توجد تعبيرات غامضه ولا فلسفه مقعره
بل مناجاه قلبيه خالصه لروح مـُفتقده
تتوسطها تشبيهات من نار
روعه بجد .. خصوصا لم يجي التشبيه بعد فتره بيشبع رغبه القارئ ف امتصاصه وتقبله
بعكس التكثيف المضغوط
-----
أظن القارئ ليس بحاجه إلى التنويه الأخير
فسحر الخاطره - على الرغم من غموض المضمون النسبي - إلا انها تـُترك لتتلوى ف العقول متخذه أشكال متقاربه تمس الوجدان
وتضغط على اوتار الذكريات
منها ماهو موجع ومنها ما يضفي انتشاء وفرحه
--------
أسلوبك ينطق بجماله .. ربنا يوفقك لكل خير
--
عالهامش : حاولي تصالحي البنت دي حتى لو في عالم الأحلام .. هي بجد اللي هتنقذك لانها معاها بوصله الطريق
ومن ساعه ما نزلت م القطر وانتي وحيده .. تائهه بلا أمل
أمل ؟؟؟ كأنه انمحى من قواميس الوجود
امسحي تذكارات الماضي السحيق حتى يتخلق لك طفله ملائكيه الملامح تعينك على درب الوحوش الماديه الضاريه
ولا أريد سماع مثل هذه العباره الموجعه
--
أحببتي ما قد كرهتيه سلفاً
---
إلا دي !! نتيجتها المباشره تكرهي نفسك وتحاربيها مع مزيج من الإحتقار
تحياتي ومودتي
سلام

Eman Ahmad يقول...

يا أهلاً يا أهلاً >> بالزائر الوحيد دائماً و أبداً .. ^_^

بتحرجني بذوقك و مغرقني بتعليقاتك و نصايحك المفيدة بجد ..>> ألف شكر يا عم ..

---------------

بالنسبة للصورة >>

حسيت انها قريبة جدا جدا من مضمون البوست و هترفعه و تظهره كتير .. خاصة انها زي ما قلت بالظبط حضن كبير دافيء بيضم ب حنية كائن ضغنون مزال جلده حريري الملمس ..

و بالنسبة للبوست >> فبعدي عن الغموض و التكثيف مكنش مقصود زي ما كان دخولي فيهم برده مكنش مقصود ..

انا بكتب اللي بحسه و بس >>
غامض غير غامض , متكثف مش متكثف >> " كله عند العرب صابون " ..

بس نصيحتك بجد هرعيها بعد كده لأنها فعلا تستحق الاحترام و الانتباه اليها..


و ألف مليون شكر ليك مرة تانية .., نورتني بجد .. و خليك على زيارة دايمة للبلوج اليتيم ده >> " حتى يحين موعد الفرج " .. :)


ThAnkS

غير معرف يقول...

اسمحيلى انضم للزائر الوحيد ليكى ...فى الفترة اللى كتبتى فيها البوست ده كنتى مفتقدة لاحساس يحسسك بالامان يمكن دورتى عليه ف حتة ومالقيتهوش ..بس مع صغر سنك لقيتيه ف احساس الامومة ارقى احساس يمكن ان تشعر به المراءة .. طغى عليكى الاحساس ده ف كل كلمه وتعبير لدرجة ان الاحساس ده بداينساب بين ضلوعى بالتدريج لدرجة انه حسسنى انا كمان بأمان غير عادى كأنى تركت الدنيا وانفردت مع نهر عذب من جمال الكلمات وشهد من رقى التعبير ..اول ماحسيتى بالامان سلبتيه من نفسك او سلب منك ..مش مشكلة كل بحر وله مرسى .وكله بيعدى بس اللى انا متأكدة منه ان الاحساس بأمان هيمتلكك حتى تمتلكيه فى يوم بأذن الله...حبت انسيابيه التعبير وسهولته اجمل بكتير من حاجات تانيه مافهمتهاش وكنت فاكرة العيب منى ..يلا ما علينا ...هفضل ارخم عليكى ف كل بوست لحد ماتزهقى وما سبش الزائر الوحيد اللى فوق ده لوحده...والى لقاء

رواية : الحياة تبدأ عند المنتهى

بسم الله الرحمن الرحيم رواية : الحياة تبدأ عند المنتهى بقلم : إيمان أحمد مد زراعك لجعبة النشوات..، لامسها وتفحصها ،داعبها جيداً قبل ...