الثلاثاء، 29 يوليو 2008

أصلــ الحكــــاية ــــ>>

كثرت الحكايات ..
وكذلك أحداثها .. ،
ليس المهم في الأمر تلك الحكايات أو أحداثها ،
ولكن المهم هم أبطالها ..
الذين يتلاطمون بين سطورها ..
ومن صفحة إلي صفحة بين أوراقها هم متقلبون ..
تارة تراهم يلامسون زرقة السماء ..
وتارة تراهم ينغمسون في طين الأرض ..
يحزنك حالهم في البداية ..
ولكن إن دققت في نظرتك للأمر ..
سوف تجد انه بإمكان هؤلاء الأبطال ،
تغيير مسارات حروف تلك الحكايات ..
وبدلا من أن يكونوا أبطال لتلك الحكايات ..
سوف يصبحوا بمثابة مؤلفين لها ..
ولكن هم الآن غافلون عما بأيديهم ..
وحينما تعلم بذلك سوف يحزنك حالهم أكثر ..
وتتركز نظرتك علي المحال لا غيره ..
وتتحدد نهاية المحال في معرفة الحال ..
وسر هذا الحال في أن يتفقه ،
أولئك الأبطال في حكاياتهم ..
وعليهم أن يتأنوا في هذا التفقه ..
ولكن هل من تفقه في شيء دون معرفة أصله ؟
لذا كونوا معي حين كشف أصل الحكاية ....


*
*
*


~ بالعقول أم ... بالعيون ~



تلك الأمور دائما ما نراها صغيرة ..
فندير لها أظهرنا وننوي أن نعود لها في اللاحق ..
لنسطر لها نهاية لائقة بنا .. و بها ..
وغالبا ما يحاول البعض من من حولنا ،
تأكيد لنا أن تلك الأمور كبيرة حجما ومضمونا ..
آملين أن نرجع عن سيرنا في طريق الغفلة ..
ولكن كالمعهود .. دون جدوى ..
فنحن نري بأعيوننا وهم يرون بعقولهم ..
هذه الأعين رأت تلك الأمور صغيرة جدا ..
كالنجوم التي تلمع وسط بساط ظلام الليل الأسود ..
وكذلك رأت العقول و رأت أيضا ..
تلك المسافة الكبيرة بيننا وبين هذه النجوم ؛
فعللت صغر حجم النجوم الكاذب ..
و وضحت لنا تلك الصورة التي ثبتت في أذهانها ..
ولكن كما قلت .. دون جدوى ..
أعين اعتمدت علي المادي ..
وعقول لمست المعنوي ..
ورجحت كافة المادي بالأغلبية ..
مع أن المعنوي له الفضل الأكبر في وجود المادي ..
وأبطال بين هذا و ذاك ..
سر حكايتهم في أن يغيروا تلك النظرة المعهودة للأشياء ..
نظرة زاوية النوع ..
بل عليهم أن ينظروا من كل الزوايا ..
مع إهمال النوع ذاته ..
وذلك حتى يروا أصل الحكاية بوضوح تام ..


*
*
*

~ مسروقات ~



هذه الكلمات هي من ضمن المسروقات التي أشرت إليها ..
سرقتها لأنها أعجبتني كثيرا ..
قد وجدتها حينما كنت اعبس في احد أدراج المسروق ..
اعلم انه حزين كثيرا عليها ..
و لكنني أعلل سرقتي بأن هناك من هو حزنه اكبر ..
ليس علي مجرد كلمات مسروقة ..
بل علي عقول بأكملها مسروقة ..
لم تسرق تلك العقول مرة واحدة ..
ولكنها سرقت جزء جزء .. ،
وبعدما اكتملت الأجزاء ..
تم تجميعها لتشكل عقولا ..
ولا الق العنان لوحش الخوف .. ،
حينما أقول أن هناك الكثير من تلك العقول حولنا ..
تحمل أفكار نيرة وعلوم شاملة وإبداع كامل ..
ولذلك سرقت .. ومهما كانت .. هي في النهاية مسروقة ..
مجرد أمر السرقة شيء فظيع ..
وذلك لتجرد الأخلاق وانحطاط مستواها ..
ولكن ما هو أفظع أن تلك الأيدي التي سرقت ..
تنتمي إلي أجساد بها عقول تستحق هي أيضا السرقة ..
لما فيها من مصابيح ..
ولكن يؤسفني قول أن أضواء تلك المصابيح ..
خفتت شيء فشيء من كثرة الأتربة التي تراكمت ..
علي جدرها الزجاجية الشفافة ..
فجعلتها أشبة بمصادر للأشباح ..
فأصبحت بالفعل كذلك مع مرور الوقت وطيلة الغفلة ..
فانطلقت أشباح الأفكار ..
وكونت الغيوم في سماء تلك العقول .. ،
ومشكلة هذه العقول أنها مع مرور الوقت ..
بدأت تصدق أنها عقول منتجه بالفعل ..
ونست فعلتها و سبقتها في السرقة ..
سر الحكاية هنا أن تزال تلك الأتربة ..
لا بأي أيدي .. بل بأيدي الأبطال ذاتهم ..
حتى يعود الضوء صافيا داخل دهاليز تلك العقول ..
وتتحول الأيادي السارقة إلي أيادي منتجة ..
ولا يكون إنتاجها كأي إنتاج ..
فهو إنتاج أبطال الحكاية ..

^

^

^
أردت أن أقدم اعتذاري لعقلي المسروق قبل أن انهي فقرتي هذه .

الاثنين، 28 يوليو 2008

قلم .. جــــــ حبره ـــــف


اسمها دُنيا ..
وهي بالفعل دُنيا ..
ليس بذنبها .. ، ولكن بذنب من فيها ..
هم لها .. وهي لهم ..
فلا تكون من دونهم ..
ولا يكونوا من دونها ..
كثيرا ما يكرهونها .. حين لا تلبي أطماعهم ..
وغالبا ما تكرههم .. حين يتحلون بالطمع الفاحش ..
أحس بكرهها لهم ، يلامس وجداني ..
كالهواء يلامس بشرتي ..
كان التعجب متواجد .. في البداية ..
بخصوص أمر الكره .. لذات الدنيا ..
و لكنه الآن اختفي ..
مع ظهور الأطراف كلها ..
الدنيا .. ليست جسد له قلب وعقل ..
القلب .. لكي يكره ..
و العقل .. لكي يطمع ..
و لكنها مجرد روح تنتقل فيما بيننا ..
تملك هذه الروح داخل قرارتها .. ,
الكره .. و الطمع ..
و توجه تلك القاسية أملاكها تجاه من فيها ..
وعلي مر العصور تحتفظ بإسمها ..
حتى جاء العصر الذي أصبح لها فيه منافس ..
يناهضها في كونها ..
و مع تفاوت الليل والنهار ..
تحولت المناهضة إلي .. التفوق ..
كان المتفوق من في الدنيا .. والخائب أمله .. الدنيا ذاتها ..
نال المتفوق تفوقه باستحواذه ،
علي نسبة كبيرة من أملاك الدنيا ..
فقد جف الكره والطمع من ارضها ..
واضطربت سماء المتفوق بسحب كلا منهما ..
ولكن الدنيا .. ومع ذلك ..
مازالت تملك البعض من أملاكها ..
فظلت ... هي الدنيا ..
و أصبح من فيها .. أهل الدنيا ..


~ ~ ~ ~



هما ... اثنان ..
و كل منهما .. إنسان ..
احدهما فَقد .. والآخر فُقد فيه ..
إتفقا و اختلفا في نفس الوهلة ..
فَقد الأول الأمل .. والآخر فُقد فيه الأمل ..
من فقد أمله .. فقده بسبب باب انغلق في وجهه ..,
مسببا دوي تردد صداه في الوجدان الصامت ..
فكان لتأثير ما رأته عينه ..,
وما سمعته أذنه .. شأن عظيم علي هذه النفس ..
و بدأت لحظة الصمت في المرور ..
و معها ذهول ممزوج بالعبوس ..,
علي وجه من أظنه طارق لذلك الباب ..
ما يُنتظر من هذا البشري ..
كبشري خلقه ربه يتحلي بصفات عدة ..
هو الصمود ..
و التوجه لأقرب باب آخر ..
ليس بصفة طارق وحسب ..
بل بصفه طارق ذو تجربة سابقة ..
فيكون حينها بشري بحق ..
و لكنه ظل علي صدمته ..
و استسلم لاستقرار اليأس في نفسه ..
فلم يبدي أي مقاومة ..
و هم بالجلوس أمام ذلك الباب ..
باكيا .. حزينا ..
و ما يُجهل الآن هو سبب ..,
دموع عينه .. و أنين بكائه ..
هل لانغلاق باب بئر أمله الذي جف .. في نظرة ..
أم لانفتاح باب بئر يأسه الذي بدا قريبا جدا منه ..
وأيا كان السبب الحقيقي ..
فهو في النهاية .. إنسان ..
وليس بالإلزام أن يكون بشري ..
و بعودة بسيطة ماديا .. كبيرة معنويا ..
أستأنف بالآخر ..
الذي فُقد فيه الأمل ..
و لد هذا الآخر .. بشري علي شكل إنسان ..
اعتبر الدنيا أمه .. فكان خير ابن لها ..
اخذ منها ما راق إلي نفسه ..
و ترك لها ما قد يجعله يمت للبشرية ..
فكانت البشرية الأولية التي حصل عليها حين مولده .. ,
هبه عظيمة .. لا يستحقها ..
فجفت في نفسه .. كما تجف خاصية الإرواء ..,
من المياه بين يدي أمثاله ..
و تحيرت كل أنواع العقول .. لأمر طاغي ..,
يزداد يوم عن يوم في طغيانه بصورة متبجحة ..
كالذي يسرق و في عينيه نظرة الأحقية الكاذبة ..
كان لتلك العقول أمل ..,
في أن يرتد الطاغي عن ما هو فيه ..
و لكن أملهم كان خائب في النهاية ..
بل و رءوا في مجرد وجود أملهم هذا ..,
شيء أحمق مخجل ..
و ظل الطاغي .. إنسان ..

~ ~ ~ ~


مواقف .. جفت حيويتها ..
كما يجف حبر القلم ..
تاركه بلا قيمة تُذكر ..

عندما أدركت أن قلبي مازال يدق ..

وقفت أتأمل ما حولي من أشياء متحركة و أناسٍ ساكنين و أشباح

طيفها من وهمٍ يجذب العقول و يفتن القلوب .. تمر بالجوار من حين

لآخر لتكسب المذيد من المغيبين الطامعين .. الذين آتوا
عكاظ

للنفوس ليشتروا ما في نفوس البائعين , من ذكريات و خواطر .. و

لكنى لم أشعر قط بأي فارق تجاه تلك
الاطياف و بريقها الزائف فأنا

لم أكن ذاهبة لأشتري مع المشترين بل إنني ذهبت لأبيع .. فكان ما

لدي يستحق فعلاً أن يباع و لا يستحق أن يباع في
سوقٍ أقل شأناً أو

شهرةً من ع
كاظ .. مشيتُ بخطوات متثاقلة فكنت أحمل الكثير و

الكثير و أجر ورائي أزيال ما هو أكثر .. مشيت و مشيت حتى

وصلت للمكان خاصتي ثم سكنتُ .., و تصلب جسدي ففقد مرونته و

جفت الحياة في كلي ما عدا لساني .. ظل حياً .. أدركت حينها أن

ذلك
المكان الميت يكره الحياة و الأحياء و يتلذذ بسلب ما يجعل الحي

يمت للحياة بصلة .. حينها عرفت أنني لا أقلُ شأناً عن الأموات بل

إنني ميتة بالفعل و
أتظاهر بالحياة تجمّلاً .. و في غفلتي الواجمة

تذكرت مهمتي .., و ذكرتني الحشود المتجمة حولي بالشيء الذي

ظل حياً في ..
لساني .. الذي لم أكن أملكه حينها بل هو كان المالك

تحدث و أثار لهفة المشترين حولي للإستماع للمذيد من كلماته ..

" هنا ذكريات طفولة " .. بكاءُ طفلةٌ و بعثرة فوضوية حولها . .


" و هنا ذكريات صبا " .. حماقة و شغب ..

" و هنا ذكريات شباب " .. تمرّد و تأرّن ..

قيلت تلك الكلمات بصوت جهوري قاسٍ .., بقدر ما أنه أمتع


المستمعين بقدر أن تخللني و زلزل ذلك الكيان الميت أو الذي

يتظاهر بالموت مُجبراً .. حاولت أن أتمتم بكلمات أختارها
أنا ..

أنسق حروفها و نقاطها بقلم عقلي
أنا .. و لكنى خفت من أن يكون

الحبر الذي لدي جف .. فأبقى صامتة .. لا و ألف لا .. سأتكلم ..

سأتكلم مهما كلفني الكلام , حتى و لو جعلت من دمي حبراً ..

سأتكلم ..فصرخت .. نعم صرخت .. فما أردته تمتمة صدر عني

صراخ و شجب و إستنكار .. و بين كل هذا و ذاك .. قلت لا .. قلت

هذة ذكرياتي
أنا .., و لا حق لأحد أن يمتلكها غيري أنا .. لا أريد أن

أبيع .. لقد تراجعت عن قراري .. تلك الذكريات و ما تحويها من

خواطر سعيدة كانت أم تعيسة ف
أنا من عايشتها و مررت بكل

مشاهدها و تابعت كل أحداثها ..
أنا تلك الطفلة التي بكت بعدما

بعثرت أمورها و كل حاجيتها حولها حتى اتى من حملها و دغدغها

فضحكت و ملأت الجو حياة ..
أنا تلك الصبية التي تصرفت بحماقة

الصبا و شاغبت حتى لاقت اللوم ..
أنا تلك الشابة التي إستفزها

ريعان الشباب فأرنت و تمردت ..
أنا أنا أنا .. و أنا تلك البائعة

البائسة العابسة التي أتت سوق الموت هذا لتبيع حياتها .., و لكنها

تراجعت فقط لأنها أدركت أن قلبها مازال يدق .. مازال ينعم

بالحياة .. مازال يهمس لها قائلاً ..
" لما يأت موعد النهاية بعد "

فعرفت أنها يجب أن تعيش و تستمر .. فهناك ضحكاتٌ لم تضحكها

و دموعٌ لم تبكيها و ذكرياتٌ لم تأخذ دور بطولتها بعد

^
^
^


كانت بعثرة الكلمات تلك ..,

مجرد هذيان لقلم حمل كاهله الكثير ..

السبت، 26 يوليو 2008

~!~!~ لا تذهبـي .. فأنــــا مشتاق ~!~!~


سوف لن أنسى تلك الهمسات التي أسرر بها إلى مسامعى

وبلغ اللحن مبلغه من كلماته..

فهدأ صوته بعد لهفة ،

و استكانت نفسه بعد ثورة ..

كنت غاضبة ..

فقد آذاني عن غير قصد منه ..،

و لكنني تواطأت مع نفسي على الغضب ؛

حتى يحنو مقتربا .. و أقسو أنا جافية ..

و ذلك مع علمي بأنه لم يقصد أن يغضبني ..

أحبه .. و هذا ما أرتد أن أتاكد منه في تصرفي ذاك ،

مع أنني تأكدت سابقا بدل المرة عشرات المرات ..و ذادت عددا ..

فلكم قدم لي بدل الورود الإعتذار باقات باقات ..

و كم من كلمات يذوب الجليد أمام حرارتها،

تفوهت شفتيه بها فتوهجت و تأوهت ..

و كم لحظة أمان وهبني إياها بوجوده جواري

و هو يقسم بأنه أخطأ فيقول : " تبا لسوء أخطائي في حق حبيبتي "

و أقول : " أروع بحسن أخطاء حبيبي في حقي "

فيالك من طفل ملائكي .. مَلَكَ الحسن إكسيرا ..,

حتى أخطائه .. باتت تروي العطشُ

حبيبي .. لم أعد غاضبة منك ..

فمن أنا حتى أغضب من صاحب السمو مالك قلبي ،

و مقيّد جوانحي يا من فيك من الحب و المحبة ..

ما يكفي لغرامٍ يعيد لمجنون ليلىٍ عقله ,

و للمنهور إبن شداد عبلةٍ

أحبك .. و سأظل على حبي لك مادمت على قيد الحياة ..

و ما للحياة علىّ قيد أوثق و أحكم من قيد قلبك بقلبي

فإن حاول قلبي متمرداً البعد تأكد أنه سوف يتهشم أمام قلب

أحبه بكل أنواع الحب و أشكالة التي عرفت و التي لم تعرف بعد ..

فأنا و قلبي ملك حبيبي ..،

و هممت أن أذهب بعد أن تطمأنت روحي بإطمئنان روحه

و تماسكت قدر المستطاع على أن أحمل قدماي على السير مضياً

إلى خارج عم عليه السقيع .. من داخل حفه الدفا ،

و إذا به يقول لي في ضعف : لا تذهبي .. فأنا مشتاق ..

فإنهارت إرادتي أمام كلماته و إنهار كل تماسك قد رممته

و أحسنت إختيار الأساس ..

حينها أدركت أنه حزين .. و حزنه كاسره ..

فتمنيت لو أدفن حيه على ان أجده ضعيف هكذا

و تمنيت لو أن اللحظات الماضية تعود من جديد ؛

لأحاول أن أعرف من أين أتى آسري الضعيف

بتلك القوى التي صبر بها على دلالي و تحمل تذمري ..

" آسفة أنا " ..

قلتها و معها يدي تلتف حول عنقه في محاولة لتهدأته ..

و للحظة عفوية صدر مني و لأول مرة .. أن أعانقه ..

و لبعض من الحياء و حفنة من الخجل ..

لن أذكر سوى أنني كنت جيدة في المعانقة بالنسبة لي ..

فلعلي أكون بالنسبة له ..
^
^
^
أعجبني هذا المشهد " على التلفزيون " ..
فحاولت أن أتقمص دور البطلة ..,
و لكن " على الورق " ..

الجمعة، 25 يوليو 2008

~ // ~ // وريـــــد ظمــــــآن // ~ // ~


هو غريق .. ليس إلا ..

وجد نفسه وحيداً .. وسط الأمواج المتصارعة المتلاطمة ..

و نفسه ذاتها .. تواجه صراع هي الأخرى في داخلها ..

جزئها يطلب النجاة .. بأي شكل كان ..

و جزئها الآخر يتمني لو يحتضن الموت ..,

للفرار .. أو للخلاص ..

و في كلا الحالتين .. قد ملّ الملل ,

داخل قرارة تلك النفس ..

و ينتهي مشهد ببداية آخر ..

ففجأة تظهر بارقة أمل ..,

لتنير دروب عالم أظلم منذ سنين طوال ..

مجرد ريشة .. تائهة هي الأخرى وسط الأمواج العالية ..

أعطت لذلك الملهوف إحساس ..بفرصة أخيرة في النجاة ..

مستـــحيل .. و لا مستـــحيل ..,

هما احتمالان لما قد تقدمه تلك الريشة لصاحب النفس الحائرة ذاك ..

لحظات تمر في صمت..

و كأن عقله يراجع الأمر .. مراراً و تكراراً ..,

و ينظر لما قد ينتج من حدوث الاحتمالين ..

دوامة .. هي بالفعل كذلك ..,

دخل فيها ذلك الغريق بكل مشاعره و جوارحه ..

و بدأ يتذكر ما مضى على نفسه من مآسي ..

يوم صَدَقَ .. فعُوقب عقاب الكاذب ..

يوم كان صاحب حق .. فسُجن لتطاوله ..

يوم رفض الإهانة .. فكان أول مُهان ..

يوم لجأ للقانون .. فحُكِمَ به ..

لكم تمني أن يروي ظمأ وريده ..,

بابتسامة أمه في وجهه يوم نجاحه ..

بفخر أبيه به .. و بتلك البنوة المشرفة ..

بقدوة ابنه التي قد اتخذ مكانها ..

بحب بلده و تقديرها له ..

إنه البائس .. نعم هو كذلك ..

و بعدما دار شريط الذكريات هذا أمام عينه ..

عرف أنه لو تحقق الاحتمال الثاني و نجا ..,

أي درب سوف يسلك ..

درب .. مليء بالفخاخ و الحفر ..

درب سوف يعيد عليه شريط الألم من جديد ..

درب كرهه .. قبل أن يراه ..

لا أظنه يقاوم أو يستسلم ..,

بل أراه يتلذذ .. و هو يموت غرقاً ..

لقد اختار الميتة الأسهل ..

ميتة يموتها .. برغبته ..

يذوق عذابها .. بيد نفسه ..

أراه يرتوي و يروي ظمأ وريده لأول مرة ..

فغاص هو .. و طفت الريشة ..

تمنيت للحظة لو أسألها ..,

كم من مشهد موت اشتركت فيه قبل ذلك الحين ؟؟!!

كم من بائس .. مات و معه ذكرى لكِ ..؟؟

كم من ظمآن .. آتى لبحرك كي يرتوي ..؟؟

!i! هدوء الأعمـــــــــــــــــــــاق !i!


و ساد صمت الهدوء .. الأرجاء ..

مشاعر تبخرت .., و أحلام احتضرت ..

و قلوب جفت دماؤها ..

رؤية .. ثبتت في ذهن النفس ..


مالك يا نفسُ .. أصبحت عجوز ..

بعد أن كنتِ رمزاً للشباب الشارد ..

مالك أراك ضائعة تائهة في دروب الزمن ..


أنتِ يا المحيط ..

أتذكرين .. يوم قالوا عنكِ أنكِ كالمحيط ..


لكِ حيوية زرقة مياة المحيط ..

لكِ تجدد أمواجه المستمر ..

لكِ روح نسيمه العليل ..

لكِ قوته الجبارة ..

لكِ كنوزه الثمينة ..

لكِ اسمه .. بما لك ..


اليوم .. لا أرى فيكِ غير الهدوء ..

و كذلك هم رأوا ..

فنسوكِ .. و نسوا تشبيههم لكِ ..,

و لكنهم حمقى بسطحيتهم ..

فأنا أرى في هدوئك ..

هدوء أعماق المحيط ..


لماذا استكانت أمواج وجدانك ..

لماذا توقفت سيول مشاعرك ..

لماذا هدأ ثوران أحلامك ..

لماذا أنتِ صامتة ..


أعلم بغضبك يا رقيقة ..,

و لكن ما بيدك أي حيلة ..

فالواقع مرير بطبع الأحداث و محدثيها ..

و الدنيا غدارة بشيم أهلها ..

و العالم موحش بمخالب ساكنيه ..


و يبقى الواقع واقع ..

و الدنيا دنيا ..

و العالم عالم ..


و أنتِ .. أرجوا لكِ الشفاء ..

فمرض هدوئك .. ليس كأي مرض ..


أراها حالة ثوران .., و لكن من نوع خاص ..

فأنتِ نفسك يا رمز المحيط .., نفس من نوع خاص ..


فكوني دوماً محيطاً .. من الداخل و الخارج ..

و لبقية حديثي معكِ .. حين آخر ..

علـــ كورنيش النيل ـــى >>


كانت أول مرة أذهب فيها الى كونيش النيل و انا بهذا الصفاء و الهدوء أو بمعنى أدق بهذا الوجوم و السكوت .. كل شيء في كان ساكن و مصاب بخمول يقتل .. >> كانت حالتي تلك من جراء عيش لحظات ليست بالكثيرة و لا بالطويلة و لكنها كانت ذات تأثير كبير على نفسي جعلتني و على غير عادتي أغضب و اتزمر و لكن برونق من صمت .. فقد ابديت كل الاعتراض بالصمت الشديد و لأول مرة اكون بحال كهذا فأنا من طبيعتي اثارة الجدل و الضجيج وقت ما اكون رافضة أمر ما .. و لكن هذا الصمت بقدر ما ارقني و جعلني احزن لفقد مقدرتي على التعبير .., اشار لي بأصابع من فراغ إلى منظر النيل >> و كأني أنظر الى ذلك المنظر لأول مرة بعمري كله و لأول مرة أدرك ذلك الجمال " الرباني " .. " سبحان ربي فيما أبدع و فيما خلق " .. قلت تلك العبارة و أنا أشعر بحماقة لا تضاهي اي حماقة قد شعرت بها منذ لمست قدماي أرض البسيطة .., فلهذة الدرجة كنت دائما أتحدث و لا أترك المجال لأسمع .. أفعل و لا أنتظر أن أجد رد الفعل .. أبعثر الأشياء و لا أكترث بترتيبها .. أستهلك و لا أبذل أي مجهود لأنتج .. حتى اللحظة التي بدأت فيها أكون صحيحة بالصمت .. كرهتها .. و لكنها سارعت و لم تعطني الفرصة لأهرب ككل مرة و قالت لي " و لك بالمثل " .. إينعم صدمت .. و لكن >> فهمت << .., لكم أخطأت في حق نفسي و لكم أخطأت في حق غيري و لكم جئت ها هنا الي الكونيش و لم أره بهذا الجمال الساحر .. حتى الضجيج المنتشر حولي لم يكن بالممل فكل من " بياع الحمص " و " بياع الذرة " و " بياع البطاطا " و " بياع الورود " و المشترين الكثر شكلوا جوا خاص جدا .. يجبر اي شخص على ان يشترك فيه .. و لكني و لظروف نفسيتي الخاصة لحظتها إكتفيت بالمشاهدة مع التأمل .. أناس يتصرفون بقمة العفوية و التلقائية >> كانوا عشوائيين و لكن في عشوائيتهم " نظام " .. وعدت نفسي ان آتي مرة أخرى إلى هناك .., فقط لأكون واحدة منهم و أعيش نفس تلك اللحظات المسروقة .. فكل منهم سرق من الزمن بعض اللحظات ليعيشها على طريقته هو بعيدا عن اي نمطية روتينية .., حينها فقط احببت صمتي و سط صخب الكثيرين .. و إحترمت قراري بأن أحترم الصمت مهما عشت و أن أعرف متى يلزم لي أن أمارس الصمت .., و خاصة على كونيش النيل ..

رواية : الحياة تبدأ عند المنتهى

بسم الله الرحمن الرحيم رواية : الحياة تبدأ عند المنتهى بقلم : إيمان أحمد مد زراعك لجعبة النشوات..، لامسها وتفحصها ،داعبها جيداً قبل ...