الجمعة، 25 يوليو 2008

~ // ~ // وريـــــد ظمــــــآن // ~ // ~


هو غريق .. ليس إلا ..

وجد نفسه وحيداً .. وسط الأمواج المتصارعة المتلاطمة ..

و نفسه ذاتها .. تواجه صراع هي الأخرى في داخلها ..

جزئها يطلب النجاة .. بأي شكل كان ..

و جزئها الآخر يتمني لو يحتضن الموت ..,

للفرار .. أو للخلاص ..

و في كلا الحالتين .. قد ملّ الملل ,

داخل قرارة تلك النفس ..

و ينتهي مشهد ببداية آخر ..

ففجأة تظهر بارقة أمل ..,

لتنير دروب عالم أظلم منذ سنين طوال ..

مجرد ريشة .. تائهة هي الأخرى وسط الأمواج العالية ..

أعطت لذلك الملهوف إحساس ..بفرصة أخيرة في النجاة ..

مستـــحيل .. و لا مستـــحيل ..,

هما احتمالان لما قد تقدمه تلك الريشة لصاحب النفس الحائرة ذاك ..

لحظات تمر في صمت..

و كأن عقله يراجع الأمر .. مراراً و تكراراً ..,

و ينظر لما قد ينتج من حدوث الاحتمالين ..

دوامة .. هي بالفعل كذلك ..,

دخل فيها ذلك الغريق بكل مشاعره و جوارحه ..

و بدأ يتذكر ما مضى على نفسه من مآسي ..

يوم صَدَقَ .. فعُوقب عقاب الكاذب ..

يوم كان صاحب حق .. فسُجن لتطاوله ..

يوم رفض الإهانة .. فكان أول مُهان ..

يوم لجأ للقانون .. فحُكِمَ به ..

لكم تمني أن يروي ظمأ وريده ..,

بابتسامة أمه في وجهه يوم نجاحه ..

بفخر أبيه به .. و بتلك البنوة المشرفة ..

بقدوة ابنه التي قد اتخذ مكانها ..

بحب بلده و تقديرها له ..

إنه البائس .. نعم هو كذلك ..

و بعدما دار شريط الذكريات هذا أمام عينه ..

عرف أنه لو تحقق الاحتمال الثاني و نجا ..,

أي درب سوف يسلك ..

درب .. مليء بالفخاخ و الحفر ..

درب سوف يعيد عليه شريط الألم من جديد ..

درب كرهه .. قبل أن يراه ..

لا أظنه يقاوم أو يستسلم ..,

بل أراه يتلذذ .. و هو يموت غرقاً ..

لقد اختار الميتة الأسهل ..

ميتة يموتها .. برغبته ..

يذوق عذابها .. بيد نفسه ..

أراه يرتوي و يروي ظمأ وريده لأول مرة ..

فغاص هو .. و طفت الريشة ..

تمنيت للحظة لو أسألها ..,

كم من مشهد موت اشتركت فيه قبل ذلك الحين ؟؟!!

كم من بائس .. مات و معه ذكرى لكِ ..؟؟

كم من ظمآن .. آتى لبحرك كي يرتوي ..؟؟

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

والله لو على الريشه لكانت تروى الاف من قسس الغرقى منهم من كان هائما و منهم من عاش حالما و منهم من قد جارت عليه الايام
الاف و الاف من الروايا عن من مات مصدوما
اوكان قد عاش محموما
مصدوما ون قصوت تلك الايام و مدى ظلم الانسان (لنفسه)
و محموما سعيا وراء الدنيا ملذات و مقامرات و ظلم (لاخيه الانسان)
حمدا لله على صمت الريشه فاحيانا فى الصمت رحمه و عظه و تامل
تامل فى خلق الله و تدبيره
حمدا لله
اود ان اشكرك على الصدق فى التعبير وهو بالنسبة لى اهم من دقته و بلاغته
و ارجو انت تستمرى فى كتاباتك و تعبيرك عن ما بداخلك
و ان تكونى ايضا صادقه مع نفسك فى القول و الفعل
و يكون التدوين حافز لك فى حياتك العمليه لا عائق

غير معرف يقول...

اتمنى ان اغرق معه ولكن اخاف ترك من يحبنى وليس من احب ....كثيرا تقف الحياه بوجوه اناس يسعون الى تجميلها ولكن.........؟؟؟؟؟ ...انا بعرف اعوم.....ف الحياه,,,,,,,,,استمرى فى تفجير مشاعرك ولن تغرقى تعلمى من من حولك كيفية السباحة ف الحياة(الغابة)....انا ممكن اعلمك

Eman Ahmad يقول...

MR\SAM

دائماً ما يكون لتلك الريشة دور في أغلب القصص المأساوية و لا أخاف منها الا عندما أراها في دور - على الهامش -
لأن ما على الهامش الآن قد يكون محور الأمر بعد حين ف - ياما تحت الساهي دواهي -

هنا الريشة كانت صامتة طوال الوقت و كأنها كانت في تركيز تام لمشاهدة انفعالات ذلك الغريق .. حتى تعرف ما الذي سوف يقرره في النهاية >> الاستسلام ام المقاومة >>
و لكنه إختصر الأمر علينا و سلب منها متعتها بمراقبته و قرر الاستسلام ..

و لكن و لسبب ما أجهله >>
أشعر بأن تلك الريشة كانت ستقول له لو انه أراد النجاة بفضل الله ثم
مساعدتها >> " ابقا قابلني "

v
v
v

لذلك سألتها ما سألت في نهاية الأمر ..

*
*
*

أحببت وجودك كثيراً .. فلا تحرمني اياه ..
عد و الق ببعض الكلمات ها هنا ..


و >> سلام

Eman Ahmad يقول...

أن تغرق في الحياة شيء جميل و خاصة إذا كان برغبتك ..
و لكن هناك أناس تحبهم و يحبونك >> قد لا يستطيعواالسباحة ..
لذا .. سوف أبقى >>


SoSo

بحب كلامك .. بجد بتخليني أعيش اللحظة صح :)

و إن كان على العوم أنا مش هلاقي احسن من يعلمني ..,
و حتى لو اخترت إني أغرق >> هختارك إنتي تغرقي معايا .. >> - أكيد واضح دلوقتي اد ايه انا بعزك - << ^_^


و >> إوعى تغيري المحطة يا ستى ..,
علشان بنا معاد ..

يللا >> see u :)

رواية : الحياة تبدأ عند المنتهى

بسم الله الرحمن الرحيم رواية : الحياة تبدأ عند المنتهى بقلم : إيمان أحمد مد زراعك لجعبة النشوات..، لامسها وتفحصها ،داعبها جيداً قبل ...