و ساد صمت الهدوء .. الأرجاء ..
مشاعر تبخرت .., و أحلام احتضرت ..
و قلوب جفت دماؤها ..
رؤية .. ثبتت في ذهن النفس ..
مالك يا نفسُ .. أصبحت عجوز ..
بعد أن كنتِ رمزاً للشباب الشارد ..
مالك أراك ضائعة تائهة في دروب الزمن ..
أنتِ يا المحيط ..
أتذكرين .. يوم قالوا عنكِ أنكِ كالمحيط ..
لكِ حيوية زرقة مياة المحيط ..
لكِ تجدد أمواجه المستمر ..
لكِ روح نسيمه العليل ..
لكِ قوته الجبارة ..
لكِ كنوزه الثمينة ..
لكِ اسمه .. بما لك ..
اليوم .. لا أرى فيكِ غير الهدوء ..
و كذلك هم رأوا ..
فنسوكِ .. و نسوا تشبيههم لكِ ..,
و لكنهم حمقى بسطحيتهم ..
فأنا أرى في هدوئك ..
هدوء أعماق المحيط ..
لماذا استكانت أمواج وجدانك ..
لماذا توقفت سيول مشاعرك ..
لماذا هدأ ثوران أحلامك ..
لماذا أنتِ صامتة ..
أعلم بغضبك يا رقيقة ..,
و لكن ما بيدك أي حيلة ..
فالواقع مرير بطبع الأحداث و محدثيها ..
و الدنيا غدارة بشيم أهلها ..
و العالم موحش بمخالب ساكنيه ..
و يبقى الواقع واقع ..
و الدنيا دنيا ..
و العالم عالم ..
و أنتِ .. أرجوا لكِ الشفاء ..
فمرض هدوئك .. ليس كأي مرض ..
أراها حالة ثوران .., و لكن من نوع خاص ..
فأنتِ نفسك يا رمز المحيط .., نفس من نوع خاص ..
فكوني دوماً محيطاً .. من الداخل و الخارج ..
و لبقية حديثي معكِ .. حين آخر ..